سفير الإسلام وأول من جمع الجمعة بالمدينة.. مناقب وسيرة مصعب بن عمير

يواصل موقع «نيوز رووم» في عاشر أيام شهر رمضان المبارك، رحلته مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث حديثنا اليوم عن الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه.
من هو مصعب بن عمير؟
مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي، قال البراء بن عازب : أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير ، فقلنا له : ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال : هو مكانه، وأصحابه على أثري. ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم أخو بني فهر الأعمى وذكر الحديث .
كان رضي الله عنه من أوائل من أسلم، ورغم أنه كان ثريًّا وجيهًا، عنده من متع الدنيا ما يشغله؛ إلا أنَّه تنبه لصدق دعوة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، واستجاب لها مسرعًا، ووهب نفسه للدعوة إليها ونصرتها بكل ما أوتي من مواهب وجهد.
أوَّل مَن جمع الجمعة بالمدينة
ذكر ابن إسحاق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث مصعب بن عمير رضي الله عنه مع النفر الأنثى عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى يُفَقِّهُ أهلَها ويُقرئهم القرآن، فكان منزله على أسعد بن زرارة، وكان إنما يسمَّى بالمدينة المقرئ، يُقال: إنه أوَّل مَن جمع الجمعة بالمدينة، وأسلم على يده أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وهما سيِّدا قومهما، وكفى بذلك فخرًا وأثرًا في الإسلام اهـ.
وروى البخاري في صحيحه من حديث البراء رضي الله عنه، قال: أوَّل مَن قدم علينا مصعبُ بن عمير، وابن أم مكتوم، وكانا يُقرئان الناس، فقدم بلال، وسعد، وعمارُ بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين مِن أصحاب النبي ﷺ، ثم قدم النبيُّ ﷺ، فما رأيتُ أهلَ المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ﷺ، حتى جعَل الإماءُ يقُلن: قدم رسول الله ﷺ، فما قدم حتى قرأت “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” (الأعلى- 1) .
استشهاده يوم أحد
استشهد مصعب في العام الـ3 من الهجرة بعمر 40 عاماً، قتله ابن قثمة الليثي، وقد جاء عن ابن إسحاق أنه قال: «وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل، قتله ابن قمئة الليثي، وهو يظنه رسول الله، فرجع إلى قريش، فقال : قتلت محمدا . فلما قتل مصعب، أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللواء علي بن أبي طالب، ورجالًا من المسلمين».
وورد عن خباب قال: «هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن نبتغي وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئا، منهم: مصعب بن عمير قتل يوم أحد، ولم يترك إلا نمرة، كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر"، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها».