عاجل

رامي عاشور: إيران تُعوّض فشلها السياسي والإقليمي بالدعاية الإعلامية

الدكتور رامي عاشور
الدكتور رامي عاشور

أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن النظام الإيراني يلجأ إلى تصعيد حملاته الإعلامية من أجل التغطية على الإخفاقات السياسية والأمنية التي تعاني منها طهران، لا سيما في ضوء التطورات الأخيرة المتعلقة بالضربات الأمريكية على منشآتها النووية.

وأوضح "رامي عاشور"، في مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن الآلة الإعلامية الإيرانية تسعى إلى تضخيم إنجازات وهمية، والتقليل من آثار الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة، رغم أن الواقع الميداني يشير إلى أن البنية النووية الإيرانية تعرضت لشلل مؤقت في قدرتها على تطوير التكنولوجيا ذات الاستخدام العسكري.

الرواية الإيرانية 

لفت رامي عاشور إلى وجود تناقض واضح في الخطاب الرسمي الإيراني، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لطهران الادعاء بأن الضربات لم تؤثر على منشآتها، وفي الوقت ذاته الإصرار على الرد العسكري والتصعيد الإعلامي، قائًلا: "لو لم تكن الضربات مؤثرة فعلًا، لما كانت هناك حاجة لتلك الحملات الإعلامية المتتالية التي تحاول الظهور بمظهر المنتصر".

وأضاف رامي عاشور أن الضربة الأمريكية لم تكن تستهدف القضاء على التكنولوجيا النووية بالكامل، بل تهدف إلى تعطيل مسار طهران نحو توظيف تلك التكنولوجيا لإنتاج سلاح نووي، وهو ما ينسجم مع أهداف السياسة الأمريكية منذ أكثر من عقدين.

واشنطن تسعى للردع 

أوضح رامي عاشور أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تسعى حاليًا إلى إسقاط النظام الإيراني أو الدخول في مواجهة شاملة، بل تسعى إلى فرض قيود دقيقة تمنع طهران من التحول إلى قوة نووية مسلحة.

وتابع رامي عاشور قائلاً: "واشنطن تعي أن إيران تمتلك معرفة تقنية متقدمة، لكنها تريد أن توقف أو تُبطئ استخدام هذه المعرفة في إنتاج أسلحة نووية قابلة للتوظيف في الصراعات الإقليمية، خصوصًا مع تصاعد النفوذ الإيراني في سوريا، لبنان، والعراق".

تأثير الضربة على التوازن 

وبيّن عاشور أن الضربات الأخيرة تسببت في إرباك حسابات إيران في الإقليم، وأثّرت بشكل واضح على استراتيجيتها في الردع عبر التهديد النووي، مشيرًا إلى أن تعطيل بعض المفاعلات النووية أضعف من موقف طهران في التفاوض الإقليمي والدولي.

وأكد رامي عاشور أن الضغط الأمريكي لن يتوقف عند الضربة العسكرية، بل سيتواصل عبر العقوبات الاقتصادية، والدعم الاستخباراتي لحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، في محاولة لإجبار طهران على تعديل سلوكها دون التورط في حرب مفتوحة.

الدكتور رامي عاشور 
الدكتور رامي عاشور 

التفريق في امتلاك التكنولوجيا 

اختتم رامي عاشور حديثه بالتأكيد على أن الفرق بين امتلاك إيران للتكنولوجيا النووية، وقدرتها على تحويل هذه المعرفة إلى سلاح نووي فعلي، هو جوهر الصراع الحالي، مشددًا على أن الولايات المتحدة لا تمانع امتلاك طهران لتقنيات مدنية، لكنها ترفض تمامًا أي تحول عسكري في هذا الاتجاه.

تم نسخ الرابط