رامي عاشور: توافق أمريكي إسرائيلي .. وطهران تروج لخطاب الانتصار الرمزي
أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن إسرائيل حققت اختراقًا استخباراتيًا نوعيًا في عمق الأراضي الإيرانية خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن العمليات التي نُفذت كانت غير مسبوقة من حيث الدقة والجرأة، واستهدفت مواقع حيوية وأسماء بارزة داخل إيران.
وأوضح رامي عاشور، في مداخلة هاتفية عبر برنامج "اليوم" على شاشة قناة DMC، أن تل أبيب تمكنت من تسجيل نقاط استراتيجية مؤثرة، خاصة مع استهداف شخصيات علمية وأمنية بارزة، إلى جانب تدمير ثلاثة مفاعلات نووية، ما يمثل ضربة قوية لبنية المشروع النووي الإيراني.
توافق أمريكي إسرائيلي
وأشار رامي عاشور إلى وجود توافق أمريكي إسرائيلي على ضرورة كبح جماح المشروع النووي الإيراني، وإن كانت هناك اختلافات في الأهداف النهائية بين الجانبين، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعطيل التقدم التقني النووي الإيراني، فيما تركز إسرائيل على تغيير بنية النظام الإيراني بالكامل باعتباره مصدر التهديد.
وقال رامي عاشور إن هذا التوافق يعكس اتجاهًا دوليًا متزايدًا نحو منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وسط تصاعد المخاوف الإقليمية والدولية من تداعيات امتلاك طهران لمثل هذه القدرات.
خسائر فادحة لإيران
ونوّه رامي عاشور إلى أن الخسائر التي تكبدتها إيران كانت جسيمة، سواء على المستوى البشري أو التقني، فقد فقدت البلاد عددا من العلماء البارزين في مجالات حيوية، كما تم استهداف مواقع نووية حساسة في عمليات دقيقة ومتزامنة، تؤكد مدى تفوق إسرائيل الاستخباراتي والتقني.
وأضاف رامي عاشور أن إيران لم تتمكن من الرد بشكل مكافئ، وهو ما يضعها في موقع دفاعي، ويجعلها عرضة لضغوط داخلية وخارجية، في وقت تسعى فيه إلى الحفاظ على هيبتها أمام الشارع الإيراني والرأي العام الإقليمي.
إيران تروّج لانتصارات رمزية
ورغم حجم الخسائر، أشار رامي عاشور إلى أن القيادة الإيرانية تحاول إعادة تأطير هذه الهجمات ضمن خطاب مقاوم، يُصور الصمود أمام القوى الكبرى – وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل – على أنه نوع من الانتصار الرمزي والمعنوي.
وتسعى طهران، بحسب رامي عاشور، إلى حفظ ماء الوجه من خلال التأكيد على استمرار قدرتها على الرد، والتمسك بنهج المقاومة، في ظل رغبتها في تفادي تصعيد داخلي قد ينجم عن الشعور بالفشل أو العجز.
إسرائيل تصدر معادلة جديدة
واختتم رامي عاشور تصريحاته بالتأكيد على أن إسرائيل نجحت في فرض معادلة جديدة في إدارة الصراع مع إيران، عبر توجيه ضربات استباقية موجهة ومدروسة، قد تُغيّر قواعد اللعبة التقليدية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل تصاعد حدة التنافس الإقليمي والدولي حول الملف النووي الإيراني.
وأشار رامي عاشور إلى أن الأشهر القادمة ستشهد تطورات حساسة على صعيد الدبلوماسية والتصعيد، وسط ترقب دولي لما إذا كانت طهران ستُعيد تقييم استراتيجيتها، أم ستواصل التصعيد كنوع من الهروب إلى الأمام.
