عاجل

من الكسكسى للبط.. أبرز أكلات رأس السنة الهجرية في الدول العربية

أبرز أكلات رأس السنة
أبرز أكلات رأس السنة الهجرية

مع اقتراب غرة شهر المحرم، وبدء العام الهجري الجديد 1447، تحرص الكثير من الأسر في الدول العربية والإسلامية على استقبال هذه المناسبة الدينية العظيمة بطقوس وعادات موروثة تعكس الثقافة والهوية الوطنية والدينية، وتبدأ غالبًا بتحضير أشهى الأطعمة التقليدية المرتبطة بالبركة والفرحة.

وتتعدد مظاهر الاحتفال من دولة لأخرى، ولكن يبقى الطعام عنصرًا مشتركًا يوحّد القلوب حول المائدة، حيث يتم إعداد أطباق خاصة لا تقدم إلا في رأس السنة الهجرية، وبعضها يعود لمئات السنين، وفي السطور التالية نستعرض أبرز هذه الأطباق، التي تحضر بقوة في كل بلد، كجزء من الطقوس والاحتفال بالعام الهجري الجديد.

مصر.. البط والرقاق يتصدران المائدة

تُعد مصر من أكثر الدول العربية التي ترتبط فيها المناسبات الدينية بالطعام، ويُعتبر البط المحشي بالأرز أو الفريك من الأطباق الرئيسية على مائدة الأسر المصرية في رأس السنة الهجرية.

البط
البط


كما يُحضّر الرقاق المحشي باللحم المفروم بكثافة، إلى جانب الملوخية، والفطير المشلتت بالعسل أو الجبن، كرمز للخير والفرحة.

وبعض الأسر تقدم أيضًا الفتة بلحم الضأن كوجبة رمزية، حيث ترتبط الفتة في الثقافة المصرية بالأعياد والمناسبات الإسلامية.

السعودية.. اللبن رمز البركة والتمور لا تغيب

في المملكة العربية السعودية، يُستقبل العام الهجري الجديد بأجواء روحانية، مع الحرص على تقديم اللبن (الزبادي)، كرمز للبركة والنقاء، خاصة في البيوت البدوية.

تقديم اللبن والتمر
تقديم اللبن والتمر


كما تُقدم التمور بأنواعها المختلفة، إلى جانب طبق الجريش أو القرصان أو الكبسة حسب كل منطقة.

ويُفضل البعض إعداد طبق "السليق" المكون من الأرز واللبن والدجاج، كوجبة رمزية على رأس السنة، تعبيرًا عن النعمة والشكر لله.

بلاد الشام.. حلويات ومقبلات خاصة برأس السنة

في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، يتجلى الاحتفال بالسنة الهجرية في المطبخ عبر مجموعة من الأطباق المتنوعة مثل:

  • الملفوف باللحم والأرز
  • السمبوسك المحشية باللحم أو الجبن
  • اللبن المطبوخ مع الأرز أو الكبة اللبنية

كما تحتل الحلويات مكانة كبيرة، مثل المعمول، وحلى السميد، وحلى التمر والمكسرات، وتُقدَّم بعد صلاة أول ليلة من العام الهجري.

تونس.. الملوخية والعصيدة عنوان البركة في العام الجديد

في تونس، يُعد طبق الملوخية الخضراء من أبرز الأطعمة الرمزية التي يتم تحضيرها في أول يوم من محرم، إذ يعتقد التونسيون أنها تجلب "العام الأخضر"، أي عام مليء بالخير.

<span style=
 الملوخية والعصيدة

كما تُقدَّم عصيدة الزقوقو في بعض المناطق، والعصيدة بالبيض الحارة، إلى جانب الكسكسي بلحم الخروف أو الدجاج مع الزبيب والحمص.

ومن بين الحلويات التقليدية التي تظهر على المائدة:

"النابلية" و"المقروض"، وهما حلويات رمضانية أيضًا لكنها تحضر خصيصًا احتفالًا ببداية العام الهجري.

الجزائر.. الشخشوخة والملوخية حاضرة بقوة

في الجزائر، خاصة في الجنوب والشرق، تستقبل الأسر العام الهجري الجديد بتحضير طبق الشخشوخة بالدجاج أو اللحم الأحمر، وهي أكلة تعتمد على رقائق العجين والصلصة الحمراء الحارة.

<span style=
الشخشوخة والملوخية

كما يُعد طبق الملوخية من الطقوس الرمزية التي ترافق رأس السنة الهجرية، كونه يرتبط لديهم بالتفاؤل والبركة.

وتُقدَّم أيضًا بعض الحلويات المحلية مثل:

المقروط، والغريبة، وكعب الغزال، كضيافة أساسية للزوار خلال اليوم الأول من محرم.

المغرب.. الكسكس بالسبع خضروات 

في المغرب، يُعد الكسكس من الأطباق التي لا غنى عنها في المناسبات الدينية، وعلى رأسها رأس السنة الهجرية، ويُحضر غالبًا بـ السبع خضروات واللحم، كرمز للكمال والبركة.

<span style=
الكسكس بالسبع خضروات 

وفي بعض المناطق، يُفضلون تحضير الكسكس بالحليب أو الزبدة والعسل، أو تقديم طبق "الحريرة"، وهو حساء مغربي تقليدي غني بالمكونات.

كما تنتشر الحلويات المغربية التقليدية مثل الشباكية والبريوات، وتُقدَّم مع الشاي المغربي بالنعناع كجزء من الطقوس.

السودان.. العصيدة بالتقلية رمز للمناسبات الدينية

في السودان، يُعد طبق العصيدة بالتقلية والويكة من الأطعمة الأساسية التي تُحضر في رأس السنة الهجرية، كما يُقدم أحيانًا الكسرة والنعيمية والمرق السوداني.

طبق العصيدة بالتقلية
طبق العصيدة بالتقلية

وتحرص الأسر السودانية على مشاركة الطعام مع الجيران وتوزيع بعض الوجبات على الفقراء كنوع من الصدقة والبركة لبداية عام جديد.

تقاليد مشتركة رغم اختلاف الأطباق

رغم تنوع الأكلات من بلد لآخر، إلا أن القاسم المشترك بين هذه العادات هو التفاؤل، والاحتفال الجماعي، والنية في بدء العام الجديد بالدعاء والطعام الحلال والمشاركة المجتمعية، وتُشير هذه الطقوس إلى عمق العلاقة بين الدين والثقافة والعائلة في العالم العربي، فكما أن الهجرة النبوية كانت نقطة تحول في التاريخ الإسلامي، فإن إحياء ذكراها كل عام من خلال هذه الطقوس يعكس ارتباط المسلمين بهويتهم.

تم نسخ الرابط