محلل سياسي: السياسة الأمريكية "مسرحية متقنة" والانحياز لإسرائيل هو الثابت
انتقد المحلل السياسي محمد صلاح الزهار، المشهد السياسي الأمريكي الراهن، واصفًا إياه بأنه لا يعكس صراعًا حقيقيًا بين الجمهوريين والديمقراطيين كما يروج له الإعلام، بل هو أشبه بـ"مسرحية متقنة" تؤديها مؤسسات السلطة الأمريكية بتوافق كامل، والهدف المشترك فيها هو خدمة الكيان الإسرائيلي.
وفي تصريحاته خلال ظهوره على شاشة برنامج "صباح البلد"، عبر قناة صدى البلد، أكد محمد صلاح الزهار أن الانحياز الأمريكي لإسرائيل ليس وليد اللحظة، بل هو توجه تاريخي راسخ، ازداد وضوحًا منذ السابع من أكتوبر 2023، عندما تكشفت مواقف واشنطن بشكل أكثر صراحة في دعمها غير المشروط لتل أبيب، بغضّ النظر عن الحزب الحاكم.
دعم غير مشروط لإسرائيل
أوضح محمد صلاح الزهار، أن كافة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، سواء كانت تحت سيطرة الديمقراطيين أو الجمهوريين، تظل الداعم الأول لما أسماه "الكيان الغاصب"، في إشارة إلى إسرائيل، مشددًا على أن المواقف العدائية من الحقوق الفلسطينية، والانحياز في ملفات الشرق الأوسط، لا تتغير بتغير الرؤساء، وإنما هي سياسة دولة أمريكية ثابتة.
وأشار محمد صلاح الزهار، إلى أن الرئيس دونالد ترامب، رغم لهجته القومية ومحاولاته كسب الرأي العام الداخلي بخطابات تبدو مستقلة، لم يخرج عن هذا النسق الداعم لإسرائيل، بل عززه بشكل مباشر من خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
تنسيق استخباراتي متقدم
في السياق ذاته، تحدث محمد صلاح الزهار عن مستوى التنسيق الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لافتًا إلى أن العلاقة بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) وجهاز الموساد الإسرائيلي تجاوزت الحدود التقليدية، حيث أصبح للأخير قدرة استثنائية على النفاذ إلى بيانات ومعلومات حساسة داخل المؤسسات الأمنية الأمريكية.
ووصف محمد صلاح الزهار هذه العلاقة بأنها غير متكافئة وخطرة، وتشير إلى أن إسرائيل ليست فقط حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، بل شريكًا نافذًا داخل أجهزتها السيادية.
فشل في الملف الإيراني
وفي حديثه عن الملف الإيراني، اعتبر محمد صلاح الزهار أن الإدارة الأمريكية تفشل باستمرار في إحداث تغيير جوهري على الأرض، مشيرًا إلى أن الضربات الجوية التي أعلنت عنها واشنطن مؤخرًا ضد منشآت نووية إيرانية لم تحقق أي أهداف استراتيجية حقيقية.
واستشهد بتقارير استخباراتية وصفها بـ"المُسرّبة" من داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية، والتي أقرت بعدم وجود أضرار حقيقية في المواقع التي تم استهدافها، ما يعكس أن التصعيد الأمريكي تجاه إيران يتم في إطار استعراض إعلامي ومسرحي أكثر منه عسكريًا فعالًا.
قراءة نقدية للمشهد العالمي
اختتم محمد صلاح الزهار تحليله بالتأكيد على أهمية أن تقرأ الدول العربية المشهد الدولي بعين ناقدة ومستقلة، وألا تنخدع بالمظاهر الديمقراطية أو الصراعات المزعومة في الداخل الأمريكي، داعيًا إلى إعادة صياغة العلاقات الإقليمية وفق مبدأ المصالح المشتركة لا التبعية لأجندات دول كبرى.
