"سبحان الله وبحمده".. ذكر يُردّ البلاء ويرفع القضاء
كشف الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن ذكر عظيم يغيب عن كثير من الناس، رغم أنه أمامهم كل يوم. مؤكدًا أن هناك ذكرًا واحدًا إذا لزمَه الإنسان، ردّ الله به البلاء، ورفع به القضاء بأمر الله، وملأ قلب صاحبه بالرضا، ألا وهو:
"سبحان الله وبحمده" ذكر تردده الكائنات كلها… حتى الرعد والملائكة! واستشهد بقول الله تعالى:
"ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته" [الرعد: 13]،
وأوضح سلامة من برنامج "مع الناس" المذاع على قناة الناس، أن كل ما في الكون – دون استثناء – يلجأ إلى التسبيح حين يحتدّ الموقف، وتضيق الخيارات.
يونس في بطن الحوت… ما أنقذه إلا هذا الذكر
وتوقف فضيلته عند قصة نبي الله يونس عليه السلام، قائلاً:"حين أُغلق عليه البحر، وابتلعه الحوت، وانقطعت عنه الأسباب، لم يجد منجى إلا التسبيح. فقال تعالى: "فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يُبعثون" [الصافات: 143–144]. وهذا يؤكد أن الذكر في الرخاء هو الحصن في البلاء."
زكريا وموسى.. والذكر عند البشارة والبعثة
وأوضح د. أبو اليزيد أن الأنبياء جميعًا لجؤوا إلى هذا الذكر، مشيرًا إلى أن زكريا عليه السلام حين بُشِّر بالولد، أوحي إليه أن يقول لقومه:
"فأوحى إليهم أن سبحوا بكرةً وعشيًّا" [مريم: 11]،
وفي دعاء موسى عليه السلام:
"كي نسبحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا" [طه: 33–34]، أي أن التسبيح لم يكن عملًا عابرًا، بل كان وقود الرسالة، وسند الأنبياء.
الذكر الذي يرد القضاء ويرزق الرضا
وأكد د. سلامة أن هذا الذكر يردّ الله به أقدارًا كانت ستقع، ويفتح به أبوابًا كانت موصدة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطّت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر".
فضل الذكر في الإسلام :
1. أمر إلهي مباشر:
• قال الله تعالى: "فاذكروني أذكركم" [البقرة: 152]
• الذكر سبب لذكر الله لك في الملأ الأعلى.
2. سبب لطمأنينة القلب:
• قال تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" [الرعد: 28]
• الذكر يزيل القلق، ويمنح السكينة والرضا.
3. أفضل الأعمال عند الله:
• قال ﷺ: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم.. ؟ ذكر الله" [الترمذي]
4. لا يحتاج إلى طهارة أو وقت محدد:
• يمكن للعبد أن يذكر الله في أي حال: قائمًا، قاعدًا، على جنبه.
5. الذكر ثقيل في الميزان:
• قال ﷺ: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" [البخاري ومسلم]
6. يحفظ الإنسان من الشيطان:
• الذكر حصن من وساوس الشيطان، والشيطان لا يقترب من الذاكر.
7. سبب لمغفرة الذنوب:
• قال ﷺ: "من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة، غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر" [البخاري]
8. من أحب الأعمال إلى الله:
• قال النبي ﷺ: "أحب الكلام إلى الله: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" [مسلم]
9. يرفع الدرجات ويزيد الحسنات:
• كل تسبيحة، وتحمدة، وتهليلة، وتكبيرة تُكتب في ميزان الحسنات.
10. يجلب محبة الله ورضاه:
• الذكر دليل على حب العبد لربه، ومفتاح لمحبة الله لعبده.
