ضياء رشوان: خلافات استخباراتية داخل أمريكا حول نتائج قصف المنشآت النووية

قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن وسائل الإعلام الأمريكية، خلال الـ48 ساعة الماضية، لم يكن لديها قضية أهم من التساؤل حول ما إذا كانت الضربات الأمريكية قد دمرت بالفعل المفاعلات النووية الإيرانية أم لا.
الضربة أخّرت برنامج إيران النووي
وأضاف خلال لقاء مع الإعلامية منة فاروق، على قناة "إكسترا نيوز"، أن تقارير استخباراتية نشرتها كل من نيويورك تايمز وسي إن إن تشير إلى أن الضربة أخّرت برنامج إيران النووي لعدة أشهر فقط، وتحديدًا لنحو 6 أشهر، بينما يصرّ البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية على أن الضربة تسببت في تأخير المشروع لسنوات.
وأوضح رشوان أن أجهزة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، إلى جانب عدد من الوكالات الاستخباراتية الأخرى، تميل إلى الرواية القائلة بأن التأثير محدود، وهو ما يُظهر وجود "خلاف داخلي واضح" بين البيت الأبيض وبعض المؤسسات الاستخباراتية، وكذلك بين تلك المؤسسات نفسها.
لو كانت الضربة حاسمة فعلًا
وتابع: "لو كانت الضربة حاسمة فعلًا، كما أُعلن، وتم تنفيذها بإلقاء 12 قنبلة من قاذفات B-57، لما شهدنا هذا الجدل الكبير داخل المؤسسات الأمريكية"، مؤكدًا أن هذا الانقسام يعكس غياب رواية موحدة حول نتائج العملية، ويثير تساؤلات عن مدى فعالية الضربة وجدواها الاستراتيجية على المدى البعيد.
في سياق منفصل، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ضياء رشوان إن هناك انقسامًا داخل الإدارة الأمريكية بشأن تقييم نتائج الضربة العسكرية الأخيرة ضد إيران، مشيرًا إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لم تتفق على تقدير موحّد لقدرة إيران النووية، وهو ما انعكس على طريقة اتخاذ القرار في البيت الأبيض.
وجاء ذلك خلال لقاء رشوان مع الإعلامية منة فاروق في برنامج عبر قناة "إكسترا نيوز"، حيث استعرض ضياء رشوان خلفيات القرار الأمريكي بالتصعيد ضد طهران، والدور الإسرائيلي في التأثير على القرار السياسي الأمريكي، وتداعياته على المشهد الإقليمي.
خلاف استخباراتي أمريكي
أكد ضياء رشوان أن القرار الأمريكي بتنفيذ الضربة العسكرية على إيران جاء في ظل حالة من الانقسام داخل أجهزة الاستخبارات الأمريكية، موضحًا أن بعض هذه الأجهزة رأت أن إيران باتت على وشك امتلاك السلاح النووي خلال أسابيع، بينما قدّرت أخرى أنها ما زالت بحاجة لعام أو أكثر للوصول إلى تلك القدرة.
وقال ضياء رشوان: "هذا الخلاف بين المؤسسات الاستخباراتية الأمريكية أوجد بيئة غير متماسكة لاتخاذ قرار عسكري بهذا الحجم، وهو ما يطرح تساؤلات حول دقة التقديرات التي بُني عليها القرار".
إسرائيل أقنعت ترامب بالخطر
وكشف ضياء رشوان أن إسرائيل لعبت دورًا محوريًا في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة تنفيذ الضربة، حيث أبلغته بأن إيران على بعد خطوات محدودة من إنتاج سلاح نووي، وأن الحسم السريع ممكن من خلال ضربة خاطفة تستهدف قادة النظام.
وأشار إلى أن إسرائيل قدّمت هذه الاستراتيجية بناءً على تجربتها السابقة مع حزب الله اللبناني، والتي تقوم على ما يُعرف بـ"نظرية الصدمة"، من خلال استهداف الرأس القيادي لإرباك التنظيم وإضعاف قدرته على الرد.