عاجل

تفسير قول الله تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر)؟.. معناها وأسرارها

سورة القمر
سورة القمر

 قال الشيخ محمد سعيد إن قول الله تعالى في سورة القمر: “ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر” هو من أعظم الآيات التي تبيِّن رحمة الله بعباده، وتكشف عن طبيعة القرآن الكريم كرسالة مفتوحة لكل قلبٍ مخلص، ولكل عقلٍ متدبر.

وأشار الشيخ من برنامجه على “ قناة الناس ”إلى أن هذه الآية جاءت في سياق سورة القمر، بعد ذكر هلاك أقوام أنكروا الرسل وكذبوا بالآيات، فجاء هذا الإعلان الإلهي ليؤكد أن الهداية ليست بعيدة، بل ميسّرة، ولكن المشكلة في من لا يريد أن يتذكّر، أو يتفكر، أو يعتبر.

وأوضح الشيخ محمد سعيد أن “الذكر” في الآية له معنيان متلازمان:

  • فهو تلاوة وقراءة لكتاب الله، وقد يسّره الله على الألسنة، حتى إنك ترى الطفل الصغير يحفظ آياته، والأعجمي يقرؤه بإتقان، وهذه من دلائل إعجازه.
  • وهو كذلك تذكّر واعتبار وتدبر، فالتيسير يشمل المعاني والهدايات، وليس فقط الألفاظ.


وأردف قائلًا: “الله عز وجل لم يقل: ‘يسرنا القرآن للحفظ’ أو ‘للخواص’، بل قال: ‘لِلذِّكْرِ’، وهي كلمة جامعة تشمل التلاوة والتدبر والعبرة، لكل من أراد أن ينتفع. فالقرآن ليس حكرًا على العلماء، ولا خاصًا بأهل اللغة، بل هو لكل إنسان يبحث عن النور.”

وأكد الشيخ أن ختم الآية بسؤال: “فهل من مدكر؟” هو تحفيز وتشجيع وتنبيه، فالتيسير قد وقع فعلاً، والمسؤولية الآن على العبد: هل سيستجيب؟ هل سيتدبر؟ هل سيسعى ليكون من أهل القرآن؟

تكرار الآية.. رسالة إلهية

ونوّه الشيخ محمد سعيد إلى أن هذه الآية قد تكررت أربع مرات في سورة القمر (في الآيات: 17، 22، 32، 40)، وهي السورة التي تحكي قصص المكذبين من الأقوام السابقة. والتكرار هنا ليس للتأكيد فقط، بل للدعوة المتجددة: مهما كانت الظروف، ومهما طال الغفلة، فالباب مفتوح.. والقرآن مُيسّر.. ونداء الله ما زال قائمًا.

دعوة للمشاهدين: ابدؤوا من اليوم

وختم الشيخ حديثه بنداء للمشاهدين، قائلاً:

“ابدؤوا اليوم بعهد جديد مع القرآن. اقرأوه كل يوم، تأملوا في معانيه، عيشوا مع آياته. لا تؤجلوا.. فإن الله قد يسّره، وبقي أن تُقبلوا عليه بصدق. فهنيئًا لمن كان من المدكرين.

سبب نزول سورة القمر:
 

  1. التكذيب المستمر من كفار قريش:
    • نزلت السورة ردًّا على إصرار قريش على تكذيب النبي ﷺ رغم الآيات والمعجزات التي أُريتهم.
  2. حادثة انشقاق القمر:
    • من أبرز أسباب النزول، أن كفار قريش طلبوا من النبي ﷺ آية،
    • فأراهم معجزة انشقاق القمر، فانشق القمر نصفين حتى رأوا جبل حراء بينهما.
    • ورغم ذلك، قالوا: “سحر مستمر” أي دائم أو قوي، واتهموا النبي ﷺ بالسحر بدلًا من التصديق.
  3. إنذار بعذاب المكذبين:
    • نزلت السورة أيضًا تحذيرًا لقريش، بذكر مصير الأمم السابقة (قوم نوح، عاد، ثمود، قوم لوط، آل فرعون) الذين كذبوا الرسل، فكان عاقبتهم الهلاك.
  4. التأكيد على سهولة القرآن لمن أراد الهداية:
    • تكرر في السورة قوله تعالى: “ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر”،
    • وهذا إشارة إلى أن الهداية ممكنة وقريبة، ولكن المكذبين يعرضون عنها عمدًا.
تم نسخ الرابط