بئر العين .. كنز سياحي مهمل في قلب جبال سوهاج- صور

على بعد 6 كيلومترات فقط من حي الكوثر شرقي محافظة سوهاج، تقع منطقة بئر العين الأثرية وسط سلاسل جبال البحر الأحمر، في هدوء لا يليق بأهميتها ولا بطبيعتها الساحرة التي لم تنل ما تستحقه من اهتمام أو تطوير.
تعد بئر العين من المناطق الطبيعية ذات الخصوصية والطبيعة الساحرة، حيث تحتوي على بئر كبريتية تتجمع فيها مياه الأمطار من خلال عروق صخرية فريدة تشبه أوردة الجسد، في مشهد يأسر الأنظار ويدعو للتأمل.
وتُحاط البئر بمقومات روحية وتاريخية، أبرزها ضريح الشيخ شيخون، ومسجد صغير يشهد زيارات من الأهالي، طلبًا للبركة والشفاء، كما توجد بحيرة الغزالة، القريبة من البئر، والتي يقصدها بعض الزائرين للاستحمام في مياهها خلال فصل الصيف، وسط أجواء طبيعية، ما زالت صامدة رغم الإهمال.
ورغم جمال الموقع وتفرده، إلا أن الوصول إليه يمثل تحديًا حقيقيًا، حيث تفتقر الطرق المؤدية إلى الموقع لأي تمهيد أو بنية تحتية مناسبة، مما يجعل الرحلة محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل غياب وسائل السلامة وعلامات الإرشاد.
ويزور المكان بعض المواطنين من أبناء محافظة سوهاج والمحافظات المجاورة، مدفوعين بما يعتقدونه من فوائد علاجية لمياه البئر، إذ يرى البعض أن شرب القليل من مائها يشفي من بعض الأمراض الجلدية والمزمنة، بينما تقصده بعض السيدات لأسباب روحية أو معتقدات خاصة.
وتجرى دراسات أولية حول إمكانية استغلال المنطقة في رحلات السفاري والسياحة العلاجية، نظرًا لطبيعتها الجغرافية وتوفر المياه الكبريتية ذات القيمة العلاجية، لكن هذه الآمال تصطدم بجدار الإهمال، في ظل غياب التخطيط والدعم الكافي.
وتعتبر منطقة بئر العين بحي الكوثر من مقاصد الشباب في قضاء أوقات الإجازات وأيام الأعياد، ولكن هذه الزيارات وتلك الرحلات محفوفة بالمخاطر، خاصة مع تسلق الجبال الوعرة بالمنطقة، حيث فقد شاب من مركز أخميم حياته خلال احتفالات المواطنين بعيد الفطر المبارك الماضي، عقب سقوطه من أعلى الجبل بسبب شدة الرياح وقتها عندما ضل الطريق، إذ عثر عليه جثة هامدة بين الصخور بعد البحث عليه عدة أيام وتحرير أسرته مخضر بتغيبه بعد خروجه للتنزه مع أصدقائه خلال أيام العيد.