عاجل

"البرديسي": حرب إيران أو أمريكا وإسرائيل خارج "الشرعية الدولية"

التصعيد الإيراني
التصعيد الإيراني

أوضح الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، أن الضربات الإيرانية الأخيرة التي استهدفت قواعد أمريكية في قطر والعراق والبحرين والكويت تُعد تصعيدًا خطيرًا في المشهد الإقليمي، مشددًا على أن ما يجري يتجاوز مجرد مناوشات، إذ دخلت المنطقة في مرحلة حساسة قد تشهد مواجهات مفتوحة.

وأشار طارق البرديسي، في مداخلة عبر برنامج "مع خيري" على قناة المحور، إلى أن هذه الضربات لا تنسجم مع القانون الدولي، لا من حيث المبررات ولا من حيث النتائج، معتبرًا أن كل الأطراف، سواء إيران أو أمريكا وإسرائيل، تسلك طريقًا خارج نطاق الشرعية الدولية.

إيران ترد على "قانون الغاب"

لفت طارق البرديسي إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل بدأتا التصعيد بلا غطاء قانوني، متجاوزتين جميع الأعراف الدولية، مؤكدًا أن إيران، التي تعيش حالة حصار منذ أكثر من أربعة عقود، تجد نفسها اليوم في زاوية ضيقة، الأمر الذي يدفعها إلى ما يشبه سياسة "اللا عودة"، حيث لا فرق بين الانتحار أو الاستسلام من وجهة نظر القيادة الإيرانية.

وأشار طارق البرديسي إلى أن الضربات الإيرانية لا تستهدف الدول الخليجية في حد ذاتها، بل تركز على القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، كرد فعل على الضربات الإسرائيلية المتكررة.

قطر تلوّح بحق الرد

ورغم تأكيد إيران أنها لا تستهدف قطر مباشرة، إلا أن وزارة الدفاع القطرية أعلنت، عبر "القاهرة الإخبارية"، أنها تحتفظ بحق الرد على "أي انتهاك لسيادتها". وهو تصريح وصفه طارق البرديسي بأنه تطور كبير في العلاقات الإيرانية القطرية، ما يعكس قلق الدوحة من تجاوز إيران للخطوط الحمراء.

وأكد طارق البرديسي أن قطر لطالما تبنّت سياسة التوازن في علاقاتها مع إيران، أمريكا، روسيا وطالبان، لكن هذا التصعيد قد يعيد رسم خريطة التحالفات الخليجية.

هل تتوسع الضربات الإيرانية؟

عن احتمالية توسع العمليات الإيرانية، أوضح طارق البرديسي أن الأمر مرهون برد الفعل الأمريكي، وأن إيران قد تواصل التصعيد إذا استشعرت تهديدًا مباشرًا. وأضاف أن القرار الأمريكي، رغم ما يُقال عن كونه صادرًا عن مؤسسات، يبدو خاضعًا لتوجهات تيار سياسي يميل إلى فرض الهيمنة بالقوة.

وأشار طارق البرديسي إلى أن "نظرية تغيير النظام" التي يلوّح بها بعض المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم ترامب، لن تنجح في تحقيق أهدافها، بل قد تدفع إيران إلى مزيد من التشدد.

الدروس التاريخية ترفض 

في رده على سؤال حول إمكانية فرض السلام من خلال القوة المفرطة، شدد طارق البرديسي على أن التجربة الأمريكية في فيتنام وأفغانستان أثبتت أن القوة العسكرية وحدها لا تضمن الاستقرار، قائًلا: "ربما تُسقط الأنظمة، لكن الشعوب تظل قادرة على النهوض والرفض والمقاومة."

واستشهد طارق البرديسي بحرب أكتوبر 1973 كمثال حي على قدرة الشعوب على قلب الموازين، موضحًا أن معادلة السلام الحقيقي تقوم على التوازن والعدالة، لا على الهيمنة والتعالي.

الدكتور طارق البرديسي 
الدكتور طارق البرديسي 

إيران ليست فصيلاً مسلحاً

وفي ختام حديثه، شدد طارق البرديسي على أن إيران ليست مجرد جماعة مسلحة، بل دولة ذات عمق حضاري وتاريخي وعلمي. رغم اغتيال عشرات العلماء النوويين، فإن إيران ما زالت تملك البنية التحتية والموارد البشرية الكفيلة باستمرارها كقوة إقليمية.

واعتبر طارق البرديسي أن فكرة تدمير إيران أو إخضاعها بالقوة أمر غير واقعي، لافتًا إلى أن السياسات الأمريكية، التي تجاهلت طابع الشعوب وثقافاتها، لم تتعلم من التاريخ، بل تعيد إنتاج الأخطاء نفسها في منطقة أكثر اشتعالاً من أي وقت مضى.

تم نسخ الرابط