خيري رمضان: ضرب إيران للخليج اختبار لصورة أمريكا وأمن المنطقة في خطر|فيديو

سلّط الإعلامي خيري رمضان، الضوء على تفاصيل الضربة الإيرانية الأخيرة التي استهدفت قواعد أمريكية في الخليج، وما تتركه من تداعيات سياسية وعسكرية قد تُعيد تشكيل المشهد الإقليمي.
وأكد خيري رمضان، خلال تقديمه برنامج "مع خيري" المذاع عبر قناة المحور الفضائية، أن هذا التطور يمثل اختبارًا حقيقيًا لصورة الولايات المتحدة كقوة عظمى، وسط تساؤلات حول رد فعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ورد أمريكي متوقع
وأوضح خيري رمضان أن السيناريو الحالي يضع الرئيس ترامب، الذي يتبنى خطابًا قوميًّا قائمًا على إعادة "عظمة أمريكا"، أمام خيار محدود للغاية، قائلاً: "في حال تسببت الضربة الإيرانية في خسائر مادية أو بشرية للقوات الأمريكية، فالرئيس ترامب سيجد نفسه محصورًا في خيار الرد، لأنه لا يتقبل أي ضرر لصورة أمريكا كقوة عظمى مهيمنة."
وأشار خيري رمضان إلى أن أي تراجع من قبل ترامب سيضعف موقعه السياسي داخليًا وخارجيًا، ويخالف صورته التي يحاول ترسيخها كرجل قوي قادر على حماية الهيبة الأمريكية في مواجهة أي تهديد خارجي.
سبق الضربة الإيرانية
كشف خيري رمضان عن معلومات تؤكد أن الولايات المتحدة كانت مستعدة مسبقًا لهذه الضربة، حيث قامت بإخلاء عدد كبير من قواعدها في الخليج قبل أيام من القصف الإيراني.
وأضاف خيري رمضان:"الإخلاء لم يشمل الأفراد غير الأساسيين فقط، بل امتد إلى سحب المعدات العسكرية من خمس قواعد رئيسية، من بينها قاعدة العديد والسيليه في قطر، وقاعدة المنامة في البحرين، والقواعد الأمريكية في العراق، فضلًا عن القواعد في الكويت."
وتابع خيري رمضان: "تم نقل هذه المعدات والجنود إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، التي لم تتعرض لأي استهداف، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية الضربة الإيرانية، وما إذا كانت مجرد رسالة رمزية".
قاعدة الأمير سلطان
لفت خيري رمضان إلى أن قاعدة الأمير سلطان الجوية، التي باتت المركز الأهم لتمركز القوات الأمريكية مؤخرًا، لم تتعرض لأي قصف، رغم أنها الهدف الأكثر رمزية وحساسية، قائًلا: "لو كانت إيران جادة في التصعيد، لكانت استهدفت قاعدة الأمير سلطان، لا سيما أنها المركز الجديد للأصول العسكرية الأمريكية بعد عملية الإخلاء."
وأوضح خيري رمضان أن هذا الامتناع قد يعكس رغبة إيرانية في ضبط سقف التصعيد، وتوجيه رسالة دون الانجرار إلى مواجهة شاملة قد تكون مكلفة.
من سيحدد مسار الأزمة
أجمع خيري رمضان وضيوفه أن الخطوة التالية مرهونة بحجم الخسائر الناتجة عن الضربة الإيرانية، سواء كانت بشرية أو مادية. وأضاف رمضان: "إذا اتضح أن الخسائر كبيرة، فسيدفع ذلك نحو رد أمريكي قوي، وقد ندخل في موجة جديدة من التصعيد. أما إذا كانت محدودة، فقد نكون أمام فرصة لتهدئة الموقف وفتح باب التفاوض."
كما أشار خيري رمضان إلى أن التطورات القادمة ستُحدد ما إذا كانت المنطقة ستدخل في مرحلة جديدة من العنف والتصعيد العسكري، أم ستتجه نحو احتواء الأزمة والعودة للمسار الدبلوماسي.

الخليج على مفترق طرق
اختتم خيري رمضان حديثه بالتأكيد على أن الخليج يقف الآن على مفترق طرق حساس، قائلاً: "ما يحدث الآن سيحدد شكل المنطقة في المرحلة القادمة، سواء باستمرار التصعيد العسكري، أو بتفعيل قنوات الحوار والتهدئة. الكرة الآن في ملعب الطرفين، ورد الفعل هو من سيرسم حدود المرحلة المقبلة."