لترسيخ الوسطية والانتماء.. مديرية أوقاف البحيرة تواصل فعاليات البرنامج الصيفي

واصلت مديرية أوقاف البحيرة فعاليات البرنامج الصيفي للأطفال بمساجد محافظة البحيرة،اليوم الإثنين، في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بنشر الفكر الوسطي المستنير، ولا سيما بين النشء، وبرعاية كريمة من الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف من الشيخ السيد عبد المجيد، وكيل الوزارة بالبحيرة.
البرنامج الصيفي بمديرية أوقاف البحيرة
ويهدف البرنامج إلى تنمية الوعي الديني والثقافي لدى الأطفال من خلال أنشطة متنوعة تشمل: حفظ القرآن الكريم، وتعلّم السُّنة النبوية، والتدريب على القيم الأخلاقية والوطنية، وذلك بأسلوب مبسط وجاذب يتناسب مع أعمار المشاركين.
وأكدت مديرية أوقاف البحيرة أنها ماضية في دعم مثل هذه البرامج الهادفة التي تُسهم في بناء وعي الأجيال،وترسيخ قيم الوسطية والانتماء لدينهم ووطنهم.
أوقاف أسيوط تعقد ندوة للفتيات بعنوان: «الأخلاق والقيم طريق النجاح»
نُظمت مديرية أوقاف أسيوط اليوم الإثنين ندوة توعوية بعنوان "الأخلاق والقيم طريق النجاح"، بمركز تأهيل الفتيات بمركز ومدينة الفتح، بحضور الواعظة الدكتورة شيماء صالح عبد الحميد، والدكتورة نسرين عبد الرحمن، مدير وحدة السكان بالمحافظة، والأستاذة ولاء حسن عبد الحكيم، منسقة وحدة السكان بمركز الفتح.
استهلت الواعظة د شيماء صالح كلمتها بعبارات عذبة نابعة من قلب يحمل همّ الدعوة وهمّ المجتمع، كلمات كأنها عبير يتسلل إلى الأرواح، ولآلئ تنثر نورها في قلوب من حولها ، تحدثت من خلالها عن جوهر الإنسان ولبّ رسالته في هذه الحياة، مؤكدة أن الأخلاق هي البوصلة التي تهدي الحائر، والمِرآة التي تعكس قيمة الإنسان، وأنها ليست زينة ظاهرية بل روح تُسكب في التعاملات، وسلوك يُترجم الإيمان الصادق.
وبيّنت أن كل الأديان والشرائع السماوية نادت بالقيم الفاضلة، وجعل الإسلام الأخلاق من أعظم المقاصد، بل قرنها بالعبادة، واستشهدت بقول الله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، مشيرةً إلى أن هذه شهادة ربانية لسيدنا محمد ﷺ في أعلى مراتب السمو الإنساني، ودليل على أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا عبر طريق الأخلاق. وأوضحت أن الأخلاق ليست مواعظ تُتلى، بل سلوك يُرى، وقدوة تُحتذى، وهي الأساس في بناء المجتمعات المستقرة والقلوب المتصالحة مع ذاتها ومع الآخر.
واسترسلت في الحديث عن الأخلاق باعتبارها العمود الفقري للحياة الناجحة، فهي ما يُقيم العلاقات ويُصلح البيوت ويُهذب النفوس، وأن الفتاة إذا تحلّت بالقيم، كانت مصدر نور في بيتها ومدرستها ومحيطها، لأنها هي الأساس في تنشئة الأجيال وتشكيل وعي المجتمع. واستشهدت بحديث رسول الله ﷺ: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا"، موضحة أن حسن الخلق لا يقتصر على اللين في الحديث أو الابتسامة فحسب، بل يشمل العدل، والأمانة، والحياء، والرحمة، واحترام الآخر، والتواضع، وقبول النصح.
وانتقلت الدكتورة شيماء إلى الحديث مع الفتيات مباشرة، بأسلوب حنون رقيق، يحمل في طياته الصدق والإخلاص، فقالت لهن: "أنتنَّ لستن مجرد فتيات، بل أنتن ركيزة هذا الوطن، وبذور غده المشرق. وكل خُلقٍ طيب ، هو لبنة في بناء شخصيتكن، وكل قيمة تُغرس فيكن، هي أساس لحياة ناجحة متزنة. فلتجعلي من نفسك صفحة بيضاء يُكتب فيها الصدق والحياء والرحمة والإيجابية. وكوني من تحمل نور الهداية وتبعث الأمل فيمن حولها."
وفي السياق ذاته، ألقت الدكتورة نسرين عبد الرحمن كلمة مؤثرة أضاءت بها أبعاد العلاقة بين القيم والتنمية، وأشادت من خلالها بالجهود التوعوية والتثقيفية التي تقوم بها وزارة الأوقاف، والتي تمثل نموذجًا يُحتذى به في العمل المؤسسي المنضبط، خاصة تحت قيادة الدكتور أسامة السيد الأزهري، الذي يرسّخ من خلال فكره المستنير منهجًا حضاريًا متوازنًا يربط بين الدعوة والمجتمع، ويعيد صياغة الخطاب الديني بما يتناسب مع واقع الناس وهمومهم وطموحاتهم.
ثمّنت الدكتورة نسرين عبد الرحمن الدور الميداني الكبير الذي تقوم به مديرية أوقاف أسيوط، بقيادة الشيخ محمد عبد اللطيف محمود مدير عام الدعوة و المركز الثقافية ، وما تبذله من جهود واضحة في نشر الوعي وتعزيز القيم الإيجابية من خلال الندوات والدروس والفعاليات التوعوية الهادفة التي تخاطب العقول والقلوب بلغةٍ رفيعة سامية.
اختتمت الدكتورة شيماء صالح حديثها بكلمات دافئة موجهة للفتيات الحاضرات، "كوني خلوقة في زمنٍ ضاعت فيه الأخلاق، واثبتي على القيم في زمن المتغيرات، ولا تجعلي من ضغوط الحياة سببًا للتخلي عن إنسانيتك. اجعلي قلبك طيبًا، ولسانك طاهرًا، وسلوكك نبيلاً، فالأخلاق لا تبلى، والخلق الجميل لا يُنسى، وهو مفتاحك إلى التوفيق في الدنيا، وإلى رضى الله في الآخرة."