عاجل

ترك قيام الليل: هل هو علامة غضب إلهي؟.. احذر الذنوب التي تسبب الكسل

قيام الليل
قيام الليل

النوم عن قيام الليل: هل هو علامة غضب إلهي؟، سؤال يتبادر إلى الأذهان خاصة وأن في القرآن والسنة آيات وأحاديث ترغب على قيام الليل فهل هناك ذنوب تسبب الكسل؟

لماذا حث الإسلام على قيام الليل؟.. أسرار عظيمة

صلاة القيام من السنة المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد مدح الله تعالى عباده الذين هم أهل الجنة بأنهم: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: 16]، وقال تعالى مادحًا لهم أيضًا: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات: 17]، وروى مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ»، وهي تُصَلَّى مثنى مثنى، كما ورد بالسؤال؛ وذلك لرواية "الصحيحين" عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قـال: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ».

الذنوب التي تصرف عن قيام الليل

كثرة الذنوب والإصرار على المعاصي - ولو كانت صغارًا - سببٌ في حرمان العبد من قيام اللَّيل، وإنَّ العبدَ لَيُحْرَمُ الرِّزقَ بالذَّنب يصيبه، وأيُّ رزق أكبرُ من التَّوفيق للقيام لمناجاة الله ولقائه؛ قال رجلٌ للحسن: «يا أبا سعيد؛ إنِّي أَبيتُ معافى، وأحبُّ قيامَ الليل، وأُعدُّ طهوري؛ فما لي لا أقوم؟ فقال: ذنوبُك قَيَّدَتْك».

اتِّباعُ الهوى والابتداعُ في الدِّين يُقَلِّلُ القيامَ؛ فعلى المؤمن إذا كان في شرَّةِ (الشرة: الحماس وهو ضد الفتور) وقوة أن يعملَ متَّبعًا السنةَ ولا يبتدع؛ فإن ممَّن تعلَّقوا بالقيام ولم يهتدوا للسُّنَّة فيه من أثر عنه أنه كان يصلي الليل ولا ينام، أو مَنْ أُثر عنه أنَّه يقرأ القرآن كلَّه في قيام ليلة؛ وهذا ابتداع وخلاف للهدي النبويِّ؛ بل إنَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وغضب على مَنْ أراد أن يفعل ذلك وقال: «من رغب عن سنتي فليس مني».

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: «﴿ قُمِ اللَّيْلَ ﴾ قبل الفجر.. استيقظ.. وما الذي يجعلك تستيقظ؟ إنك تريد الله .. صل ركعتين واختمهما بركعة للوتر، (كان رسول الله ﷺ يصلي صلاة الليل مثنَى مثنَى، فإذا خشي الصبح أَوتر بركعة) (رواه أحمد في مسنده).. صلِّ بالليل فإن الليل صاحب القرآن، والليل فيه السكينة، وفي ثلثه الأخير ينزل ربنا سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: (من يسألني فأعطِيَه، من يستغفِرُني فأغفِرَ له) (البخاري) فالله سبحانه وتعالى يعطيك فرصة، وفي هذه الأوقات بركة، وهذه البركة تتنزل فيها الأسرار والأنوار؛ الأسرار التي تنبثق من قلبك لتعلم الأدب مع الله، والأنوار التي تطمئن قلبك وتوجد البركة في حركاتك وسكناتك في يومك».

فضل قيام الليل مجرب

وتابع علي جمعة: جرِّب قيام الليل؛ فإن الله ينور به القلوب ويغفر به الذنوب.. جرب قيام الليل؛ فهو مفتاح بسيط ولكن الله سبحانه وتعالى ذكره في سياق بناء شخصية عباد الرحمن، وأنت في قيام الليل كن خائفًا من الله.. خائفًا من عذابه .. ملتجئًا إليه سبحانه وتعالى؛ فإن هذا يجعلك تعيش في جوٍ آخر غير الجو الذي يريدون أن نعيش فيه، فتكون نفسك لوامةً في بداية الأمر .. ثم لا تزال ترتقي حتى تصير راضية مرضية بعد ذلك .. مطمئنة في نهاية المطاف .. كاملة في سيرها إلى الله بعد ذلك.

ونبه: أيها المؤمن.. هذه صفات عباد الرحمن تركوا المحرمات وفعلوا الخيرات.. هذه هي النفس البشرية التي أرادوا دسها في أمارة بالسوء ولا يريدون لها تزكية.. هذه النفس البشرية التي رحم ربي فرضي عنها وأرضاها.. إذن..؛ نقاوم ونصبر على ما قد جُبلنا عليه من توجه إلى الشر، ومن ميلٍ إلى الشهوات، وينبغي علينا أن نكون من المزكين للنفس، وبداية ذلك صلاة الليل تُوقِع فيها الدعاء فتلتجئ إلى الله..؛ ومن صلى الليل لا يفوته الفجر، ومن صلى الفجر كان في ذمة الله..!

تم نسخ الرابط