بصمات داعش تظهر من جديد في سوريا.. لماذا استهدف التنظيم كنيسة مار إلياس؟|خاص

ما بين إدانة واسعة للمؤسسات الدينية إسلامية ومسيحية لأحداث كنيسة مار إلياس بدمشق وسقوط عشرات الضحايا والمصابين أمس الأحد، يكثر السؤال عن سبب استهداف كنيسة مار إلياس، وهل يكون العمل الإرهابي بداية لعودة داعش من جديد؟
استهدف التنظيم كنيسة مار إلياس.. لماذا داعش الفاعل الوحيد؟
أكد الدكتور حمادة شعبان مشرف وحدة الرصد باللغة التركية في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن استهداف كنيسة مار إلياس بدمشق بحزام ناسف من قبل أحد الإرهابيين أمس الأحد يكشف عن بصمات داعش التفجير بحزام ناسف دائمًا وسيلة التنظيم الإرهابي في تحريضه للذئاب المنفردة.
وقال «شعبان» في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: «تفجير كنيسة واستهداف المسيحين يوم الأحد وبحزام ناسف يؤكد أن المنفذ هو تنظيم داعش الإرهابي، مضيفًا أن العداء بين داعش والنظام السوري الجديد عداء قديم ظهرت أثاره في المعارك التي دارت بين هيئة تحرير الشام وداعش التي أدت إلى أن هدد الشرع (الجولاني) حينها بنقل المعركة إلى الموصل معقل داعش وقتلهم فيها».

معركة قديمة.. كيف ينظر داعش إلى الرئيس السوري أحمد الشرع؟
وشدد على أن المعركة قديمة بين داعش وهيئة تحرير الشام معركة قديمة، منذ انشقاق الجولاني عن أبو بكر البغدادي، وإعلان تمسكه بالبقاء على بيعة أيمن الظواهري زعيم القاعدة آنذاك.
ولفت مشرف وحدة الرصد التركية: العملية ليست الأولى من نوعها في عهد الشرع، فقد سبق لداعش وأن ظهر في مايو الماضي وتبنى هجوم له ضد القوات الحكومية السورية الجديدة، وفجر عبوة ناسفة في محافظة السويداء وقتل عسكري وأصاب 3 آخرين من أفراد الفرقة 70 من الجيش السوري الجديد.
وأوضح المشرف بوحدة اللغة التركية في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف: « داعش لديه خلايا تنشط وتنام وفقًا لأوامر التنظيم. وهو الآن يستغل انشغال الساحة الإعلامية عنه بالأحداث الإيرانية الإسرائيلية ليعبر عن وجوده وأنه ما زال في الصورة، وقادر على التسلل إلى دور العبادة وتنفيذ عمليات كبرى لا تقل عن التي كان يقوم بها في عامي 2014 و2015، التي يعتبرها التنظيم فترة القوة والتمكين».
الفتنة الطائفية.. ما هو الهدف الرئيس لداعش من تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق؟
بينما يرى الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب أحمد سلطان أن استهداف كنيسة دمشق وفق السلطات السورية تمت بفعل تنظيم داعش في محاولة للعودة والبناء، مشيرًا إلى أن داعش لديه رؤية لإعادة بناء نفسه والعودة من جديد، لافتًا إلى أن هناك من يرى أن السلطة الحالية هي امتداد لداعش وهو خطأ تمامًا فداعش والسلطة على عداء شديد حيث يرى التنظيم في الرئيس السوري أحمد الشرع مرتد ويجب قتاله.
الهدف من استهداف كنيسة دمشق وفق «سلطان» في تصريحات لـ «نيوز رووم» هو محاولة لإثارة الفتنة الطائفية في بلد تتعدد فيه الطوائف والديانات، حيث يسعى داعش بهذه العملية إلى أن يصور المشهد كحرب بين المسلمين والمسيحيين وأن المسيحيين مدعومين من الغرب، مؤكدًا أن الهجوم نوع من الضربات التكتيكية وسعي للظهور من قبل التنظيم الذي يعاني من عجز في القدرات على إعادة البناء ويستهدف الأهداف الرخوة للتأثير على ولاية الشرع للبلاد.

الهجوم وقع خلال قداس
في حادثة دامية هزت العاصمة السورية دمشق، أقدم انتحاري يُشتبه بانتمائه لتنظيم داعش على تفجير نفسه داخل كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى و الجرحى وسط استنفار أمني واسع و تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات الهجوم.
وبحسب وزارة الداخلية السورية، منفذ الهجوم دخل الكنيسة صباح الأحد و أطلق النار داخلها قبل أن يفجّر نفسه باستخدام سترة ناسفة ما أسفر في البداية عن مقتل أكثر من 15 شخصًا وفق ما أعلنه الدفاع المدني السوري فيما ارتفعت الحصيلة لاحقًا إلى 20 قتيلًا و52 مصابًا بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة السورية.
الكنيسة المستهدفة الواقعة في حي الدويلعة تعد من أقدم الكنائس في المنطقة و يُعرف الحي بكثافته السكانية من أبناء الطائفة المسيحية ما جعل الحادث يُنظر إليه باعتباره استهدافًا مباشرًا لدور العبادة و المكوّن المسيحي في البلاد.