ثروت الخرباوي: إيران سعت لتكون "أمريكا الشرق الأوسط"

كشف المفكر السياسي ثروت الخرباوي عن أبعاد العلاقة المعقدة بين إيران وجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن طهران كانت تسعى لتصبح القوة المركزية في المنطقة، بديلاً عن الولايات المتحدة، من خلال مدّ نفوذها الأيديولوجي والسياسي إلى مختلف الدول العربية.

وفي تصريحات له خلال لقائه ببرنامج "مع خيري"، عبر شاشة قناة المحور، أوضح ثروت الخرباوي أن هناك شخصية بارزة تدعى عبد الرحمن البيراني، كان يشغل منصب المراقب العام للإخوان في إيران، مشيرًا إلى أن دوره لم يكن هامشيًا، بل لعب دورًا محوريًا في تعزيز التقارب بين إيران وجماعة الإخوان.

التحول الإيراني

وأشار ثروت الخرباوي إلى أن صعود الخميني إلى الحكم عام 1979 شكّل تحولًا جذريًا في طبيعة الدولة الإيرانية، حيث انتقلت من دولة مدنية إلى دولة دينية تُحكم بمنطق ولاية الفقيه، مضيفًا أن هذا التحول كان منسجمًا مع الطموحات التوسعية لطهران، خاصة في محيطها العربي والإسلامي.

ولفت ثروت الخرباوي إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وجدت في هذا التحول فرصة لإعادة تموضعها داخل المشهد السياسي الإقليمي، حيث سعت لاستثمار الدعم الإيراني من أجل تعزيز وجودها، خاصة بعد التضييق الذي كانت تواجهه في عدد من الدول العربية.

تناقد السياسات الإيرانية

في تصريح مثير، أكد ثروت الخرباوي أن إيران استقبلت عددًا من قيادات تنظيم القاعدة بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001، ما يعكس تناقض السياسات الإيرانية التي تزعم معاداة الإرهاب في العلن، بينما تفتح أبوابها في الخفاء لعناصر متطرفة من جماعات سنية متشددة.

واعتبر ثروت الخرباوي أن هذا الدعم لم يكن محصورًا في مجرد توفير ملاذ آمن، بل شمل تنسيقًا استخباراتيًا يهدف إلى زعزعة الاستقرار في دول الخليج والمنطقة العربية بشكل عام.

قافلة الصمود

تطرق ثروت الخرباوي إلى ما سُمي بـ"القافلة المتجهة إلى غزة"، والتي اعتبرها محاولة من جماعة الإخوان للعودة إلى الواجهة السياسية تحت غطاء الدعم الإنساني، مؤكدًا أن الهدف الحقيقي لم يكن نصرة القضية الفلسطينية، بل التوظيف السياسي للقضية بما يخدم مصالح الجماعة الإقليمية.

وأضاف ثروت الخرباوي: "كان بإمكان القافلة أن تذهب إلى غزة عبر السفن بسهولة، لكنهم اختاروا الطرق البرية المحفوفة بالمخاطر، في محاولة لإثارة الرأي العام وصناعة مشهد دعائي يخدم أجندات معينة، ليست بالضرورة متعلقة بفلسطين."

التحالفات المزدوجة

اختتم ثروت الخرباوي حديثه بالتحذير من خطورة التحالفات المزدوجة التي تنسجها بعض القوى الإقليمية مع جماعات ذات أجندات أيديولوجية متطرفة، مشددًا على أن هذه العلاقات السرية تُهدد الأمن القومي العربي، وتُعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بطرق قد تكون كارثية في المستقبل القريب.