خبير استراتيجي: لا عداء مع إيران.. وأرفض الدولة الدينية بكل أشكالها

أكد العميد سمير راغب، الخبير الاستراتيجي، أن إيران نجحت للمرة الأولى في نقل حرب حقيقية داخل الأراضي الإسرائيلية، في تحول نوعي على صعيد الصراع الإقليمي. جاء ذلك خلال استضافته في برنامج «الحكاية» مع الإعلامي عمرو أديب على قناة «MBC مصر».
وأوضح راغب أن «إيران غيرت مواعيد الضربات العسكرية»، مما أدى إلى حالة من الارتباك في تل أبيب، حيث لم تعد الملاجئ قادرة على استيعاب السكان في ظل الهجمات المتواصلة، مشيرًا إلى استخدام الصواريخ الفرط صوتية التي تصل إلى الأهداف خلال 400 ثانية، مع وجود بعض الهجمات التي لم تصحبها صافرات إنذار.
عمق استراتيجي
وأضاف الخبير أن «آفة إسرائيل تكمن في عدم وجود عمق استراتيجي كافٍ»، ما مكّن الجانب الإيراني من اكتشاف نقاط ضعف في منظومة القبة الحديدية، حيث تم استهداف أماكن غير مغطاة بحماية هذه المنظومة، بينما ظلت المناطق الحيوية محمية.
في سياق متصل، أشار راغب إلى أن إيران «لن تهاجم قواعد أمريكية في دول الخليج»، لافتًا إلى أن الطائرات في قاعدة العديد بقطر لم تُقلع، وأن التحركات الخليجية الأخيرة تفسر بوضوح في البيانات الرسمية، مع تأكيده أن السعودية تعبر عن مواقف واضحة وراسخة في الأزمة الحالية.
غلق مضيق هرمز
وبشأن تهديدات إيران بغلق مضيق هرمز، أكد الخبير الاستراتيجي أن إيران لا تملك القدرة الفعلية على إغلاق المضيق، خاصة في ظل الدعم الصيني المتواصل لها، موضحًا أن الأمر قد يقتصر على «اللوح بورقة ضغط» لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية. وأشار إلى أن العراق قد يكون ساحة محتملة للرد الإيراني، بهدف فرض نفسها كصاحبة الضربة الأخيرة في المواجهة.
العلاقة بين مصر وإيران
في معرض حديثه عن العلاقة بين مصر وإيران، أشار العميد راغب إلى أن هناك «نسبة ملكية» بين البلدين، وأن مصر لا تعتبر نفسها في حالة عداء مع إيران، بل في حالة تنافس استراتيجي، مستندًا إلى التاريخ المشترك قبل وبعد عام 1973، عندما دعمت مصر إيران في فترات معينة. وأكد رفضه لفكرة الدول الدينية، مشيرًا إلى تمسكه بالدولة المدنية التي تحترم التنوع الثقافي والمذهبي.
وختم تصريحاته بالإشارة إلى دعمه لحقوق الدول التي تتعرض للاعتداء، مؤكداً أن صواريخ حركة حماس ليست بلا فائدة، لكنه انتقد بطء تقدمها وإمكانية نفاد سلاحها، معتبراً أن الفهم الصحيح للصراع لا يعني التخلي عن الدعم السياسي، بل العمل على حماية حقوق الشعوب.