عاجل

علي جمعة يوضح أهمية الاقتداء بالنهج النبوي في التعامل مع بيئات العداء

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن النبي محمد ﷺ قدم في مكة نموذجًا راقيًا وعقلانيًا لكيفية عيش المسلم وسط بيئة معادية، لا تؤمن برسالته، بل تحاربه وتعذبه، موضحًا أن سلوك النبي في هذه المرحلة التأسيسية يمثل مرجعية للمسلمين في كل عصر عند مواجهة الكراهية والعداء.

وقال علي جمعة ، خلال حلقة خاصة بُثّت على قناة "الناس" بمناسبة الهجرة النبوية، إن النبي ﷺ تعرّض في مكة لحصار اجتماعي واضطهاد بدني ونفسي، لكنه لم يرد على ذلك بتشكيل تنظيمات سرية أو الرد بالعنف، رغم توفر القدرة، وإنما اختار طريق الحكمة وضبط النفس والتخطيط بعيد المدى.

الإسلام اليوم أقلية في العالم

وأضاف علي جمعة، أن الواقع العالمي اليوم يحمل ملامح شبيهة بما كان عليه الحال في مكة، مشيرًا إلى أن عدد الدول الإسلامية لا يتجاوز 57 دولة ضمن منظمة التعاون الإسلامي، من بين أكثر من 200 دولة حول العالم.

وتابع علي جمعة: "يوجد اليوم نحو 8 مليارات نسمة على الأرض، بينهم نحو 2 مليار مسلم فقط، أي أن المسلمين يشكلون ربع البشرية، بينما الثلاثة أرباع الآخرين ليسوا على دين الإسلام، بعضهم لا يعرف عنه شيئًا، وبعضهم يحمل عداءً واضحًا، ويُقدِم على حرق المصاحف أو الإساءة للنبي علنًا، كما نرى اليوم".

كيف نواجه العداء؟

شدد علي جمعة على أهمية الاقتداء بالنهج النبوي في التعامل مع بيئات العداء، قائلاً: "النبي ﷺ لم ينشئ خلايا مسلحة، ولم يرد بالمؤامرات، بل علّم أصحابه أن يهاجروا إلى الحبشة، التي كانت آنذاك أرضًا آمنة تحت حكم النجاشي العادل، وكانت تلك أول خطوة في طريق بناء الدولة".

وضرب علي جمعة مثالًا بسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قائلاً: "كان أبو بكر من وجهاء قريش وأغنيائها، لكنه لم يحتمل رؤية الإيذاء والتعذيب الذي يُمارس ضد المسلمين، فقرر أن يهاجر إلى الحبشة، ما يعكس مدى تأثير هذا النموذج النبوي في تربية الصحابة على الصبر والهدوء والبعد عن العنف".

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

الهجرة درب للتغيير 

واختتم علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن الهجرة في الإسلام ليست هروبًا من الواقع، بل تحرّكًا مدروسًا نحو بناء واقع جديد قائم على القيم. وأوضح أن دروس مكة والهجرة تُعلمنا أن الإسلام لا ينتشر بالانتقام أو العنف، بل بالرحمة، والعمل الجاد، وبناء النموذج الحضاري الذي يدعو الآخرين للاقتداء به.

ودعا علي جمعة المسلمين المعاصرين إلى إعادة قراءة السيرة النبوية من منظور حضاري وإنساني، وفهم كيفية مواجهة الاضطهاد والتحديات دون الانجراف إلى التطرف أو العنف.

تم نسخ الرابط