رمضان عبدالمعز: الصبر والشكر جناحا المؤمن .. والطمأنينة في حسن الظن بالله

أكد الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، أن المؤمن الحقيقي يعيش حالة من الخير الدائم سواء في أوقات السعادة أو الشدة، مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن، إنّ أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"، رواه مسلم.

جاءت تصريحات عبد المعز، خلال تقديمه لبرنامج "لعلهم يفقهون"، الذي يُبث على شاشة قناة DMC، حيث تناول فيه مفهوم الطمأنينة في حياة المسلم، وأهمية الثقة في رحمة الله وعدله.

"فإن مع العسر يسرًا"

وأوضح رمضان عبدالمعز أن العسر في حياة الإنسان ليس نهاية المطاف، بل هو بوابة لفرج قريب، مستدلًا بالآية القرآنية الكريمة: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"، مشيرًا إلى أن المؤمن يدرك دائمًا أن كل شدة تليها رحمة، وأن الله لا يترك عباده دون معين أو مخرج.

ولفت رمضان عبدالمعز إلى أن المؤمن إذا تسلّح بالصبر وقت الابتلاء، وبالشكر في لحظات الفرح، فإنه يحلق بجناحين من القوة الروحية واليقين، مؤكدًا أن "الشكر والصبر هما جناحا المؤمن في مواجهة تقلبات الحياة".

الطمأنينة في اليقين

وأشار رمضان عبدالمعز إلى أن لحظات الفرح غالبًا ما تمر سريعًا، بينما لحظات الابتلاء تُثقِل على النفس وتُشعر الإنسان بطول الزمن، لكن المؤمن الحق يبقى مطمئنًا ويقظًا، مدركًا أن ما يمر به يحمل رسالة إلهية وحكمة خفية.

وشدد رمضان عبدالمعز على أن الاختبارات الإلهية لا تعني بالضرورة العقوبة، بل قد تكون طريقًا لرفع الدرجات وتقوية الإيمان، داعيًا إلى التفكّر في سنن الله في خلقه وأقداره.

مفتاح الراحة النفسية

ونوّه رمضان عبدالمعز إلى أن حسن الظن بالله من أعظم مفاتيح الطمأنينة، إذ يمنح الإنسان شعورًا داخليًا بالأمان ويخفف من وطأة الشدائد، موضحًا أن "الثقة في الله تخفف من مرارة الابتلاء وتمنح الإنسان سكينة داخلية لا تُقارن".

وأشار رمضان عبدالمعز إلى أن من يثق في تدبير الله لا يخاف المستقبل، ولا يتردد في تسليم أمره لخالقه، مؤمنًا بأن وراء كل أمر حكمة، وإن خفيت عن العيون.

الثقة التي لا تهتز

واستشهد رمضان عبدالمعز بقصة سيدنا موسى عليه السلام عندما كان في طريقه للخروج من مصر، وقال لقومه: "كلا إن معي ربي سيهدين"، مؤكدًا أن هذه الكلمات تختصر معنى التوكل والثقة بالله، وتُعلّم الإنسان أن من كان مع الله لا يخاف، ولا يضطرب، حتى وإن أحاطت به الأزمات من كل جانب.

واختتم رمضان عبدالمعز حديثه برسالة إيمانية مؤثرة: "المؤمن الذي يحسن الظن بالله يعيش في سكينة رغم تقلبات الحياة، ويجد في كل لحظة فرصة للارتقاء الروحي والاقتراب من خالقه".