رويترز: إغلاق مضيق هرمز ينتظر قرار مجلس الأمن القومي الإيراني

كشفت وكالة "رويترز" أن قرار البرلمان الإيراني بالموافقة على إغلاق مضيق هرمز لا يزال بحاجة إلى موافقة مجلس الأمن القومي الإيراني ليُصبح نافذًا، وذلك في أعقاب التصعيد العسكري بين طهران وواشنطن عقب الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وبحسب ما نقلته قناة "إكسترا نيوز"، فإن خطوة البرلمان الإيراني تأتي في إطار الردود السياسية والتشريعية من جانب إيران بعد الهجوم الأمريكي، إلا أن تفعيل القرار على الأرض لا يزال مرهونًا بمصادقة الجهات العليا المسؤولة عن السياسات الأمنية والاستراتيجية.
مضيق هرمز
يُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يمر من خلاله نحو ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا، ويشكّل شريانًا حيويًا للطاقة في المنطقة والعالم. وتدرك إيران جيدًا أهمية هذا الممر، مما يجعله ورقة ضغط فعّالة تستخدمها في مواجهة التوترات الدولية.
القرار البرلماني الإيراني، الذي جاء عقب قصف أمريكي طال منشآت نووية داخل البلاد، اعتُبر بمثابة رسالة تحذيرية موجهة إلى المجتمع الدولي مفادها أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التصعيد العسكري.
مجلس الأمن القومي الإيراني
رغم موافقة البرلمان الإيراني، فإن تنفيذ قرار إغلاق المضيق ليس آليًا، إذ يتطلب مصادقة من مجلس الأمن القومي الإيراني، وهو الجهة العليا المسؤولة عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية الحساسة في البلاد، لا سيما تلك التي تمس الأمن القومي والمصالح الإقليمية والدولية.
ويُعد المجلس بقيادة كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، بما في ذلك الحرس الثوري، هو الجهة التي تقرّر في نهاية المطاف ما إذا كان سيتم تطبيق الإغلاق فعليًا، وما الشكل الذي سيتخذه القرار، سواء كان إغلاقًا كليًا أو جزئيًا، أو مجرد تهديد ضمني يهدف إلى الضغط السياسي.
ردود فعل دولية متوقعة
إعلان نية إغلاق مضيق هرمز ولو بشكل مشروط أثار بالفعل موجة من القلق في الأوساط الاقتصادية والسياسية الدولية، إذ يُتوقع أن ترد الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بردود صارمة، قد تتضمن تحركات عسكرية لحماية الملاحة الدولية، أو اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ خطوات دبلوماسية عاجلة.
وفي الوقت ذاته، بدأت مؤشرات أسواق الطاقة بالتفاعل مع التصعيد، حيث شهدت أسعار النفط تقلبات واضحة منذ صدور البيان البرلماني الإيراني، مع مخاوف من نقص الإمدادات أو اضطراب سلاسل النقل العالمية.

القرار بيد العسكر
بينما يترقب العالم مصادقة مجلس الأمن القومي الإيراني على قرار البرلمان الإيراني، يبقى مضيق هرمز ورقة مشتعلة قد تشعل فتيل أزمة دولية جديدة. فالقرار النهائي لن يُتخذ بناءً على اعتبارات برلمانية فحسب، بل وفقًا لحسابات عسكرية واستراتيجية معقدة تأخذ بعين الاعتبار موازين القوى الإقليمية وردود الفعل الدولية.
وفي ظل هذا المشهد المتأزم، تبقى منطقة الخليج على حافة التصعيد، فيما ينتظر المجتمع الدولي ما إذا كانت إيران ستنفّذ تهديداتها أم تكتفي بالتلويح بها لتحقيق مكاسب تفاوضية في معركة النفوذ الإقليمي والدولي.