خبير دولي يحذر من سيناريوهات تصعيد جديدة عقب ضرب المنشآت النووية الإيرانية

في تصعيد خطير وغير مسبوق في العلاقات الأميركية-الإيرانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صباح اليوم، تنفيذ غارات جوية دقيقة استهدفت منشآت نووية حيوية داخل إيران، في خطوة وصفها بأنها "عملية ناجحة للغاية" و"رسالة حازمة" لطهران.
تأتي هذه الضربات بعد توتر متصاعد بين الجانبين، وسط مخاوف دولية متزايدة من انزلاق المنطقة نحو صراع مفتوح قد يكون له تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والعالمي.
ردود الفعل وتحليلات الخبراء
في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أوضح الدكتور هاني الجمل، الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، وجود عدة سيناريوهات محتملة للمرحلة المقبلة، خاصة بعد الضربة الأمريكية، منها:
التهدئة التكتيكية: قد تختار إيران عدم الرد مباشرة على الضربات، خاصة وأن المواقع المستهدفة كانت خالية من المواد النووية الحساسة، تجنبًا لتصعيد شامل في الوقت الحالي.
الهجمات غير المباشرة: هناك دلائل على هجمات محدودة استهدفت الداخل الإسرائيلي، ويرجح أن طهران تستغل أذرعها الإقليمية لإرسال رسائل تحذيرية دون الانخراط في مواجهات مباشرة.
التصعيد العسكري في الخليج: يتوقع أن تستهدف إيران القواعد الأميركية في العراق والبحرين والسعودية، ما قد يؤدي إلى مرحلة جديدة من الصراع بالوكالة.
تهديد الملاحة في مضيق هرمز: وهو أحد أهم الممرات البحرية لنقل النفط عالميًا، حيث قد تلجأ إيران لتعطيل حركة الملاحة، ما سيؤدي إلى أزمة طاقة عالمية حادة.
التحركات الدبلوماسية الدولية: تراقب موسكو الموقف عن كثب، ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيارات ومبادرات دبلوماسية، خاصة مع زيارة عباس عراقجي إلى روسيا، في محاولة لاحتواء التصعيد ومنع حرب شاملة.
تداعيات محتملة على الأمن والطاقة العالميين
يتفق المحللون على أن استمرار التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في أسواق النفط العالمية، حيث يشكل مضيق هرمز ممرًا استراتيجيًا لتصدير حوالي 20% من النفط العالمي. كما أن أي مواجهة عسكرية مباشرة قد تجر دولًا إقليمية أخرى إلى دائرة الصراع، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
الموقف الإيراني الرسمي
من جانبها، أعربت الحكومة الإيرانية عن إداناتها الشديدة للضربات الأميركية، واعتبر وزير الخارجية عباس عراقجي أن "العدوان الأميركي سيكون له تبعات طويلة الأمد على الأمن والسلام في المنطقة"، مؤكدًا أن طهران تحتفظ بحق الرد بكل الوسائل الممكنة للحفاظ على سيادتها وأمنها الوطني.