عاجل

الضربة الأمريكية.. خبير لبناني: البرنامج النووي الإيراني جزء من معادلة تفاوض

الاسلحة الإيراني
الاسلحة الإيراني

علّق العميد الركن خالد حمادة، الخبير العسكري والاستراتيجي، على التصريحات المتضاربة بين الولايات المتحدة وإيران حول آثار الضربة العسكرية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، معتبرًا أن الحدث يعكس بداية إنتاج معادلة تفاوضية جديدة تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

وفي مداخلة هاتفية من بيروت عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح خالد حمادة أن الجانب الأمريكي أعلن انتهاء فعالية البرنامج النووي الإيراني نتيجة للعملية العسكرية، في حين بادرت طهران إلى نفي حدوث أي أضرار جوهرية في منشآتها النووية، في محاولة لإظهار أن قدراتها لم تُمس.

حرب رسائل وتوازن ردع

وأشار خالد حمادة إلى أن هذا التباين في التصريحات يعكس نوعًا من "حرب الرسائل الإعلامية"، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى التأكيد على قدرتها على تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، بينما تحاول طهران تقليل شأن العملية العسكرية لتفادي الظهور بموقف الضعف.

وقال خالد حمادة: "الولايات المتحدة تعلن أن منشآت إيران النووية باتت خارج الخدمة تمامًا، بينما تصر إيران على أن المفاعلات لم تتأثر، بما يفيد بأن الضربة لم يكن لها أثر حاسم... وهذا يعكس رغبة طهران في الحفاظ على صورة الردع والممانعة".

التفاوض النووي

وأكد خالد حمادة أن أي مفاوضات محتملة لاحتواء التصعيد في المنطقة، سيكون البرنامج النووي الإيراني بندًا رئيسيًا على طاولة النقاش. وأوضح أن مصير المفاعلات النووية سيشكّل عنصر ضغط أو مساومة في سياق الحلول الدبلوماسية، سواء من الجانب الأمريكي أو الإيراني.

وأضاف خالد حمادة: "لا يمكن الحديث بدقة عن مدى الضرر الذي لحق بالمفاعلات دون صور موثقة، لكن المؤكد أن الولايات المتحدة استخدمت ذخائر متطورة للغاية، مصممة خصيصًا لاختراق التحصينات النووية، ما يرجّح أن هناك أضرارًا حقيقية أُلحقت بالمواقع المستهدفة".

ذخائر متخصصة 

وشدد خالد حمادة على أن نوعية الذخائر التي استُخدمت في الضربة تشير إلى نية أمريكية واضحة لتوجيه ضربة استراتيجية لمفاصل البرنامج النووي الإيراني، حتى وإن لم يتم الإعلان رسميًا عن حجم الخسائر الميدانية بدقة.

وتابع خالد حمادة: "هناك ذخائر أمريكية متطورة مخصصة لاختراق التحصينات تحت الأرض، وإذا تم استخدامها بالفعل، فمن المستبعد ألا تكون قد أصابت المفاعلات بأضرار ولو جزئية، حتى لو حاولت إيران إنكار ذلك لأسباب سياسية وإعلامية".

الرسالة السياسية

وفي ختام مداخلته، أشار العميد خالد حمادة إلى أن الضربة الأمريكية تحمل أبعادًا تتجاوز الرسالة العسكرية المباشرة، إذ تهدف إلى تحجيم البرنامج النووي الإيراني وإعادة ضبط قواعد الاشتباك، بما يفتح الباب أمام مرحلة تفاوض جديدة أكثر تعقيدًا، خاصة في ظل استمرار التوتر الإقليمي.

وأضاف خالد حمادة: "ما نشهده اليوم ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو إعادة تشكيل لمعادلات الردع، وتهيئة الساحة لحوار مشروط بمواقف أكثر صرامة من قبل واشنطن، مقابل محاولات إيرانية للحفاظ على أوراق القوة في المشهد الإقليمي".

تم نسخ الرابط