الصلاة في المسجد أم مع الزوجة في المنزل ؟ دار الإفتاء تجيب

كشفت دار الإفتاء المصرية عن حكم صلاة الرجل مع زوجته في المنزل جماعةً، وهل يتحقق بها ثواب صلاة الجماعة؟ جاء ذلك ردًّا على سؤال ورد إليها حول رجلٍ اعتاد الصلاة في المسجد، لكنه يصلي أحيانًا في بيته مع زوجته بسبب الإرهاق. 

تفاصيل الفتوى

أوضحت دار الإفتاء أن صلاة الجماعة تُعد من الشعائر الإسلامية العظيمة، التي حثَّ عليها الشرع الحنيف بمضاعفة الثواب والأجر مقارنةً بالصلاة منفردًا. وأكدت أن صلاة الجماعة تتحقق بوجود شخصين فأكثر، سواء في المسجد أو المنزل، ما عدا صلاة الجمعة والعيدين.

نص الفتوى

جاء في بيان الدار: "صلاة الجماعة تنعقد في غير الجمعة والعيدين باجتماعِ واحدٍ مع الإمام، سواء أكان رجلًا أو امرأة، في المسجد أو غيره. وبالتالي، فإن صلاة الرجل مع زوجته في البيت تُحقق فضلَ الجماعة، وينالان أجرها الكامل".

أدلة شرعية

استندت الفتوى إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» (متفق عليه)، مع الإشارة إلى اختلاف الروايات في مقدار التفضيل بين 25 و27 درجة.

الخلاف الفقهي في حكم صلاة الجماعة

الحنفية والمالكية: ترى أن صلاة الجماعة سُنة مؤكدة (غير واجبة).

الشافعية وبعض الحنفية: تُصنفها كفرض كفاية.

الحنابلة وقول عند الحنفية: تُعتبر واجبةً وجوبًا عينيًّا على الرجال.

وقال الإمام شرف الدين النَّوَوِي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 341): [إذا صلَّى الرجل في بيتهِ برَفيقهِ، أو زوجتهِ، أو ولدهِ، حازَ فضيلة الجماعة] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدَامَة الحنبلي في "المغني" (2/ 131، ط. مكتبة القاهرة): [ولو أمَّ الرجل.. زوجته أدرَك فضيلة الجماعة] اهـ.

توصية الدار

وأكدت دار الإفتاء أن الأصل هو الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، لكن الصلاة في البيت مع الزوجة تُجزئ وتحقق الثواب في حالات العذر كالإرهاق أو المرض، مع مراعاة الخلاف الفقهي في درجة الوجوب.

وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال، تقول الدار إن صلاة الجماعة من أعظم شعائر الإسلام، أمر بها ورغَّب في أدائها بمضاعفة المثوبة عليها وتعظيم أجرها عن صلاة المنفردِ، وهي تنعقد في غير الجمعة والعيدين باجتماعِ واحدٍ مع الإمام، رجلًا كان أو امرأة، في المسجدِ وغيره، ومن ثمَّ فإن أداء الرجل بعض الصلوات المفروضة في بيتهِ مع زوجتهِ أمرٌ تتحقق به صلاة الجماعةُ، وينالَان بذلك أجرَها، ويحصل لهما عظيمُ ثوابها.