زياد بهاء الدين: الرد الإيراني تجاوز التوقعات.. والأسواق العالمية أظهرت مرونة

أكد الدكتور زياد بهاء الدين، المفكر الاقتصادي والسياسي ونائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، أن الهجوم الإسرائيلي الأول شكل صدمة كبيرة وغير متوقعة، لما حمله من عنف وكثافة في الضربات، ما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
الرد الإيراني أقوى
وأضاف زياد بهاء الدين، في حوار موسع له مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج "حديث القاهرة" على قناة "القاهرة والناس"، أن الرد الإيراني جاء أقوى وأكثر عنفًا من أي ردود سابقة، مشيرًا إلى أن بعض التحليلات كانت تتوقع ردًا رمزيًا فقط، إلا أن إيران فاجأت الجميع برد عسكري حقيقي وفعّال.
وأشار زياد بهاء الدين إلى أن العالم اعتاد من إيران ردودًا تُصنف في خانة "حفظ ماء الوجه"، إلا أن هذه المرة اختلف المشهد جذريًا، وهو ما عزز من مخاوف اندلاع صراع إقليمي شامل، قد يمتد إلى خارج حدود الشرق الأوسط.
تأثيرات مباشرة
ولفت زياد بهاء الدين إلى أن الأسواق المالية العالمية تأثرت على الفور بتلك التطورات المتسارعة، حيث ارتفعت أسعار النفط والذهب بشكل ملحوظ، إلى جانب حالة من القلق والترقب في قطاعات مثل السياحة والطيران، التي تُعد الأكثر هشاشة أمام الصدمات الجيوسياسية. كما أشار إلى مخاوف حقيقية من دخول الاقتصاد العالمي في موجة ركود جديدة، إذا ما استمر التصعيد العسكري لفترة طويلة.
وأوضح زياد بهاء الدين أن الأسواق أظهرت ردود فعل متباينة ومؤقتة، إذ شهدت بعض المؤشرات تراجعًا ملحوظًا في البداية، لكنها ما لبثت أن استعادت جزءًا من عافيتها، وهو ما يدل على مرونة الأسواق الدولية واستعدادها للتعامل مع الأزمات المفاجئة.
وقال زياد بهاء الدين: "نحن أمام عالم اقتصادي بات يتأثر بتغريدة أو تصريح من رئيس مثل ترامب، وهذا يعكس حجم التأثر الفوري، لكن في المقابل أصبحت الأسواق أكثر قدرة على امتصاص الصدمات".
التكيف مع الأزمات
وفي سياق تحليله للأوضاع الاقتصادية العالمية، أكد الدكتور زياد بهاء الدين أن طريقة تعامل الدول والمؤسسات مع الأزمات الكبرى تغيرت تمامًا خلال السنوات الأخيرة. فبينما كانت الحروب أو الكوارث تؤدي في الماضي إلى شلل اقتصادي واسع، أصبحت الاقتصادات اليوم أكثر تكيفًا واستعدادًا للتأقلم مع المستجدات.
وأضاف زياد بهاء الدين: "نحن نعيش في زمن تتغير فيه المعادلات بسرعة، ومع ذلك أصبحت هناك قدرة لدى الأسواق والاقتصادات على تجاوز الأزمات دون انهيارات كبرى، وهو تحول ملحوظ في بنية النظام الاقتصادي العالمي".

الأزمات لن تتوقف
اختتم زياد بهاء الدين حديثه بالتأكيد على أن الأزمات لن تتوقف، لكن طريقة مواجهتها أصبحت أكثر نضجًا وواقعية، مشيرًا إلى أن المرونة والسرعة في الاستجابة أصبحت من أهم سمات العصر الحديث. ودعا إلى ضرورة تطوير أدوات السياسة الاقتصادية والمالية محليًا وعالميًا، لمواكبة هذا النمط الجديد من التفاعلات العالمية.