عاجل

زياد بهاء الدين: الحروب تؤدي إلى اضطراب اقتصادي عالمي لحظي

تأثير الحروب على
تأثير الحروب على الاقتصاد العالمي

أكد الدكتور زياد بهاء الدين، المفكر الاقتصادي والسياسي ونائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، أن الحروب تمثل عاملًا مباشرًا في إحداث تقلبات حادة وفورية في الأسواق العالمية، موضحًا أن أسعار البترول والذهب وأسواق العملات تتفاعل سريعًا مع أي تطورات عسكرية، خاصة في مناطق الصراع الجغرافي الحساس مثل الشرق الأوسط.

تأثر النفط والذهب والعملات 

أوضح زياد بهاء الدين، خلال حواره مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج حديث القاهرة، المذاع عبر شاشة القاهرة والناس، أن اندلاع الحروب يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية، وعلى رأسها البترول والذهب، كما تتعرض أسواق العملات لتقلبات شديدة نتيجة مخاوف المستثمرين وحالة عدم اليقين.

وأضاف زياد بهاء الدين أن الأسواق المالية تتفاعل بشكل لحظي مع أي تطور ميداني، وهو ما يتطلب من الحكومات والاقتصادات النامية على وجه الخصوص أن تكون على قدر عالٍ من الجاهزية والمرونة في التعامل مع مثل هذه الأزمات، لتفادي الآثار السلبية المفاجئة.

تطورات الحروب 

وأشار زياد بهاء الدين إلى أن بعض التحولات في مسار الحروب تتجاوز التقلبات اللحظية، مشيرًا إلى احتمالات مثل تدخل الولايات المتحدة عسكريًا، أو إغلاق مضيق هرمز، أو اتساع رقعة الصراع إلى مناطق جديدة، وهي عوامل يمكن أن تترك أثرًا اقتصاديًا طويل الأجل، سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي.

ونوّه زياد بهاء الدين بأن هناك نوعين من التغيرات المرتبطة بالحروب: "تغيرات فورية تستدعي قرارات عاجلة وسياسات اقتصادية مرنة، وتغيرات استراتيجية تتطلب استعدادًا طويل الأجل وخططًا اقتصادية شاملة لمواجهة السيناريوهات المحتملة".

أهمية الاستعداد للتصعيد 

شدّد زياد بهاء الدين على أن التحولات العسكرية، سواء نحو التصعيد أو التهدئة، تستدعي استعدادًا اقتصاديًا استباقيًا، فليس كل ما ينتج عن الحروب سلبي من حيث السياسات، إذ قد تفتح بعض مراحل التهدئة فرصًا لتعافي الأسواق أو إعادة هيكلة الاقتصاد، لكن دون جاهزية مسبقة تضيع تلك الفرص.

وقال زياد بهاء الدين: "نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين لأي سيناريو، سواء زادت الحرب أو هدأت. التخطيط الاقتصادي يجب أن يكون مرنًا، ولا يقوم على رد الفعل فقط، بل على الفهم العميق للتحولات الجيوسياسية".

العالم يشهد مرحلة غير مسبوقة 

اختتم زياد بهاء الدين حديثه بالتأكيد على أن العالم يشهد واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخه الحديث، مشيرًا إلى أن تزامن الحروب مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمات الصحية العالمية مثل جائحة كورونا، والكوارث الطبيعية المتكررة، خلق بيئة اقتصادية وسياسية شديدة التعقيد.

وشدد زياد بهاء الدين على أن هذه الأزمات المتداخلة أثّرت بعمق في الاستقرار العالمي، وأعادت رسم خريطة الأولويات بالنسبة للحكومات، التي أصبح عليها أن تتعامل مع أزمات مركبة ومتزامنة، تتطلب قدرًا عاليًا من الحنكة والسياسات الذكية والاستباقية.

<strong>الدكتور  زياد بهاء الدين </strong>
الدكتور  زياد بهاء الدين 

توصيات لمواجهة الأزمات القادمة

وفي ضوء هذا المشهد المتقلب، أوصى زياد بهاء الدين بضرورة: تعزيز مرونة الاقتصاد المحلي أمام الصدمات الخارجية، تطوير سياسات مالية ونقدية استباقية لمواجهة تقلبات الأسواق، تنويع مصادر الدخل القومي لتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية، رفع الوعي المجتمعي بأهمية التحولات الجيوسياسية وتأثيرها المباشر على معيشة المواطن.

بهذه الرؤية التحليلية، يقدم بهاء الدين قراءة دقيقة للتحديات الحالية، ويدعو إلى عقلية اقتصادية جديدة قادرة على الصمود أمام عالم تتزايد فيه الأزمات بشكل متسارع.

تم نسخ الرابط