عاجل

حزب الوعي عن تصريحات ترامب: استخفاف باستقرار أفريقيا والأمن المائي لمصر

حزب الوعي
حزب الوعي

تابع حزب الوعي ببالغ القلق والاستهجان التصريحات الصادرة عن الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، والتي أقرّ فيها، بشكل صريح ومباشر، بتورط بلاده في تمويل مشروع سد النهضة الإثيوبي، وذلك في سياق حديث استعراضي تناول فيه ما يراه "استحقاقًا" لنيل جائزة نوبل للسلام.

 

حزب الوعي يرفض تصريحات ترامب

 

 

وإذ يرفض الحزب، مضمون هذا التصريح وتوقيته، وما ينطوي عليه من استخفاف فادح باستقرار القارة الإفريقية، والأمن المائي لدولة محورية بحجم مصر، فإنه يؤكد على ما يلي:

أولًا: اعتراف يُدين ولا يُبرر

إن إقرار رئيس دولة كبرى بتمويل مشروع يهدد أمن واستقرار منطقة حيوية، ويُعرض حياة أكثر من 100 مليون مواطن مصري للخطر الوجودي، لا يمكن اعتباره مجرد زلة لسان أو "سوء تقدير سياسي"، بل يمثل توثيقًا لموقف عدائي يتعارض مع قواعد القانون الدولي، وينتهك بشكل صارخ الاتفاقيات والمواثيق الدولية المنظمة لاستخدام الموارد المائية العابرة للحدود.

وما يزيد الأمر خطورة، أن المشروع الذي تباهى الرئيس ترامب بتمويله، ما زال موضع جدل تقني وقانوني، ولم يُستكمل بشكل نهائي أو يثبت جدواه التنموية الحقيقية، مما يكشف أن تمويله كان بدوافع سياسية تستهدف الإضرار بمصالح مصر، أكثر من كونه دعمًا لمشروع تنمية متكامل.

وعليه، فإن هذا الاعتراف لا يسقط المسؤولية، بل يكرّسها، ويمثل سابقة خطيرة في مسار العلاقات الدولية، تتطلب وقفة مساءلة ومحاسبة.

ثانيًا: نوبل لا تُمنح لممولي الصراعات ولا لمبتزي الشعوب

جائزة نوبل للسلام تُمنح لمن يسعى إلى نزع فتيل النزاعات، ويكرّس جهوده لترسيخ السلم، واحترام حقوق الشعوب. وقد استحقها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عن جدارة يوماََ ما، بصفته رجل دولة ملتزمًا بالدبلوماسية الهادئة والتسوية العادلة.

أما الرئيس ترامب، فقد ارتبطت فترتاه السياسية وسلوكياته الدولية بعدد من الممارسات التي تتعارض جوهريًا مع فلسفة الجائزة، ومنها:

شرعنه الاحتلال الإسرائيلي، وتقويض مبادئ حل الدولتين.

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في تحدٍ سافر للشرعية الدولية.

تقليص الدعم الموجه لوكالة الأونروا، ما فاقم أوضاع ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

فرض صفقات تطبيع عبر الضغوط والتهديدات، لا منطق التفاهم والاحترام المتبادل.

إطلاق يد آلة الحرب الإسرائيلية في أكثر من ساحة، وآخرها العدوان المعلن على إيران.

ثالثًا: عداء واضح تجاه القارة الإفريقية

شهدت القارة الإفريقية، في عهد الرئيس ترامب، ممارسات أمريكية متكررة تعكس عداءً فجًّا، تمثّل في:

تقليص البرامج الإنمائية والمساعدات الصحية والتعليمية.

تعطيل مبادرات الشراكة الاقتصادية والتكنولوجية.

استخدام تصريحات عنصرية مسيئة بحق دول وشعوب القارة.

وهي ممارسات لا تُظهر فقط غياب الحد الأدنى من الاحترام السياسي، بل تعبّر عن توجهات استعمارية محدثة لا تمتّ بصلة لأخلاقيات القيادة الدولية.

رابعًا: مصر ثابتة في مواقفها... رصينة في دفاعها

رغم جسامة التصريحات وما تحمله من استفزاز فجّ، فقد تعاملت الدولة المصرية، عبر مؤسساتها، بمنتهى الحكمة والمسؤولية، وبثبات استراتيجي راسخ تجاه ملف مياه النيل، بوصفه قضية وجود لا تقبل التفريط أو المساومة.

فقد:رفضت الانخراط في أي اتفاق لا يضمن حقوقها التاريخية والموثقة في مياه النيل.

وعززت قدراتها الوطنية في مجالات التحلية، وإعادة الاستخدام، وتطوير البنية المائية.

وواصلت نهجها الثابت في تعزيز التعاون الإفريقي على أسس احترام السيادة وحُسن النوايا.

وتمسكت بالحلول الدبلوماسية وفق قواعد القانون الدولي، والاتفاقيات المنظمة لعلاقات الدول المشاطئة للأنهار والمجاري المائية.

يؤكد "حزب الوعي" أن السلوك السياسي الذي عبّر عنه الرئيس ترامب في تصريحاته، لا يؤهله مطلقًا للحديث عن السلام، ولا يجعله مستحقًا لأي شكل من أشكال التكريم الدولي.

جائزة نوبل لا تُمنح لمن:

يموّل مشاريع تهدد استقرار الشعوب.

يُشرعن الاحتلال ويقوض منظومة القانون الدولي.

يُهين الأمم، ويبتذل مفاهيم السلام، ويحولها إلى أداة للاستعراض والدعاية الذاتية.

"إن التاريخ لا يُزيّف، والنيل لا يُساوَم عليه، وكرامة الشعوب ليست ورقة تفاوض أو أداة للتباهي السياسي الزائف."

 

تم نسخ الرابط