«حور وحمزة وأحمد» .. عصافير الجنة تصعد للسماء من ركام حدائق القبة

في قلب منطقة حدائق القبة، بين أنقاض عقارات انهارت فجأة، سطرت قصة مأساوية لأطفال كانوا أحلامهم أزهارا براقة قبل أن يقتلعها الرعب في لحظات.
قصة "حمزة وحور"، وطفل آخر اسمه "أحمد كريم"، الذين غادروا الحياة قبل أن يكملوا سنوات عمرهم، تاركين خلفهم عائلات تحطمت بين ثنايا الحزن والدموع.
الطفل حمزة وشقيقته حور
الطفل حمزة، الذي انتشلته فرق الحماية المدنية بعد أكثر من 20 ساعة من البحث المضني، كان واحدا من ثلاثة أطفال فقدتهم أسرة صغيرة دفعة واحدة.

والدتهم هبة التي أنقذت من تحت الركام قبل أن تسلم الروح متأثرة بجراحها، وأخت حمزة الصغيرة حور التي فارقت الحياة بعد ساعات من إنقاذها.
وبينما نجا الأب أيمن، فقدت أسرته قلبها وروحها في حادث أليم هز سكان الحي وأثر في كل من شاهد صراخه وهو يستغيث من تحت الأنقاض عبر فيديو مؤلم انتشر على مواقع التواصل.

الطفل أحمد كريم ضحية انهيار عقار حدائق القبة

أما مأساة الأب كريم وطفله أحمد، فتروي جانبًا آخر من الحادث المروع، كريم، الرجل المكافح، الذي كان يحلم بمستقبل أفضل لابنه، فقد مع أحمد الذي كان شديد التعلق به، في لحظة قلبت حياته وأحلامه إلى حزن عميق.
أحمد الذي لم يكن يفارق والده حتى في النوم، لم يعد إلى حضنه، تاركًا فراغًا لا يمكن ملؤه.


في تلك اللحظات، تحولت شوارع حدائق القبة إلى مسرح للحزن والأسى، حيث تجمع الجيران والأهل وهم يشاركون في عمليات البحث والإنقاذ، بينما تملأ الدموع عيونهم على فقدان أرواح لا ذنب لها سوى أنها كانت في المكان الخطأ والزمان الخطأ.
صوت صراخ أيمن، الأب الذي فقد عائلته، لا يزال يتردد في الأجواء، يعكس مرارة الفقد والألم الذي لا يحتمل.
عقار حدائق القبة المنهار

كما ظهرت صور الأطفال الثلاثة على صفحات التواصل الاجتماعي، مع وسم "عصافير الجنة"، تعبيرًا عن براءتهم التي انتقلت إلى عالم آخر، وأملهم الذي تحول إلى ذكريات لا تنسى.

ورغم أن هؤلاء الأطفال قد غادروا هذه الدنيا، إلا أن ذكراهم ستظل محفورة في قلوب من عرفوهم، وسيروي أهلهم قصصهم كأبطال صغيرين طاروا إلى السماء، ليصبحوا "عصافير الجنة" التي لا تنسى.