عاجل

لا يفوتك.. فضل الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة عبادة منسية يغفل عنها الكثير

الدعاء قبل التشهد
الدعاء قبل التشهد الاخير

في ظل بحث الكثير عن مواطن إجابة الدعاء أوضح العلماء أن من أهم المواطن التي يُستحب فيها الدعاء التشهد الأخير في الصلاة  الذي يتميز بمكانة معتبرة في كتب الفقه، استنادًا إلى الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي محمد ﷺ، مما يجعل هذه المسألة محل إجماع نسبي من حيث الاستحباب، مع بعض الاختلافات في التفصيل بين المذاهب الفقهية الأربعة.

فقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “كنا إذا صلينا خلف النبي ﷺ نقول: السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله ﷺ فقال: إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله… إلى أن قال: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به”. وفي رواية لمسلم: “ثم ليختر من المسألة ما شاء”. وهذا يدل على مشروعية الدعاء بعد الانتهاء من التشهد الأخير وقبل السلام.

وقد اتفقت المذاهب الأربعة على مشروعية هذا الدعاء، لكنهم اختلفوا في حكمه بين الوجوب والندب، وفي نوعية الدعاء، وهل يشترط فيه أن يكون مأثورًا عن النبي ﷺ، أم يجوز الدعاء بما شاء المصلي من أمور الدنيا والآخرة.

رأي المذاهب الفقهية

الحنفية: يرون أن الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام مستحب، لكنهم يشترطون أن يكون من الأدعية المأثورة عن النبي ﷺ، أو أن يكون بصيغة عامة لا تتضمن ألفاظًا غير لائقة أو تشبه كلام الناس. ويُفضل لديهم الدعاء بالآخرة دون الانشغال بطلب أمور الدنيا في هذا الموطن.

المالكية: يميلون إلى التقليل من الدعاء بعد التشهد الأخير، ويرون أن موضع الدعاء الأفضل هو أثناء السجود وبين السجدتين، لا في الجلسة الأخيرة. ورغم أنهم لا يمنعون الدعاء، إلا أنهم لا يُكثرون من التنصيص على استحبابه في هذه المرحلة.

الشافعية: يرون استحباب الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام، ويستدلون بالأحاديث الصحيحة الواردة، ويجيزون الدعاء بأمور الدنيا والآخرة، بشرط ألا يكون فيه شيء من التعدي أو الاعتداء في الدعاء، كالدعاء بقطيعة رحم أو إثم.

الحنابلة: يوافقون الشافعية في استحباب الدعاء بعد التشهد الأخير، ويؤكدون على اختيار الأدعية المأثورة، مثل: “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب جهنم، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال”، ويُجيزون الدعاء بما شاء الإنسان بعد ذلك.

فقه المسألة

يتضح من تتبع النصوص والأقوال الفقهية أن الدعاء بعد التشهد الأخير من المواطن التي يُندب فيها الدعاء، لما فيها من خضوع وخشوع وقرب من ختام العبادة. وقد نص أهل العلم على أن الدعاء في هذا الموضع مظنّة للإجابة، لقول النبي ﷺ: “ثم ليتخير من الدعاء ما شاء”. وتُستحب فيه الأدعية الجامعة، كالدعاء بالمغفرة، والثبات، وحسن الخاتمة، وصلاح الحال، كما يجوز الدعاء بالأمور الخاصة ما لم يكن فيها اعتداء أو مخالفة للشرع.

الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة سنةٌ مستحبة باتفاق جمهور الفقهاء، وقد ثبتت مشروعيته في السنة النبوية، ويُستحب أن يدعو المصلي بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، سواء من الأدعية المأثورة أو غيرها، مع التأكيد على أدب الدعاء والتزام الخشوع في هذا المقام الرفيع من الصلاة.

تم نسخ الرابط