خلف الحبتور: الشرق الأوسط بيت العرب ولا وصاية عليه

وجّه رجل اللأعمال الملياردير الإماراتي خلف الحبتور، رسالة مفتوحة إلى العرب، قادةً وشعوبًا، شدد فيها على أن "الشرق الأوسط ليس ساحة لتصفية الحسابات بين إيران وإسرائيل، بل بيت عربي يجب أن يُدار بقرار عربي".
وقال خلف الحبتور – في منشور مطول له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "إذا نظرنا إلى الأرقام في منطقة الشرق الأوسط فهي يجب أن تذكرنا بشيء واحد: وهو أننا نحن العرب القوة الأكبر، والأولى بقيادة مصير هذه المنطقة، ولا يحق لأحد أن يُدير شؤوننا نيابةً عنا."
وأضاف خلف الحبتور مستطردًا: إليكم بعض الحقائق، والأرقام لا تكذب:
▪️ عدد السكان: يتجاوز عددنا الـ 270 مليون نسمة في الشرق الأوسط، مقابل 85 مليون في إيران، و10 ملايين في إسرائيل.
▪️ القوة الاقتصادية: الناتج المحلي الإجمالي لدولنا العربية الشرق أوسطية يقارب 3.5 تريليون دولار، مقابل نحو 450 مليار دولار لإيران، و600 مليار دولار لإسرائيل.
▪️ المساحة الجغرافية: تمتد دولنا على 5.5 مليون كيلومتر مربع، مقابل 1.6 مليون كلم² لإيران، و22 ألف كلم² لإسرائيل.
▪️ التحكم الاستراتيجي: نحن نشرف على أهم الممرات البحرية العالمية – من قناة_السويس إلى مضيق هرمزومضيق باب المندب ونمتلك سواحل طويلة وثروات طاقوية ضخمة، تمثل أكثر من 45٪ من احتياطات النفط المؤكدة عالمياً.
وتابع الحبتور: "ووسط هذه المقومات الهائلة، لا يمكن أن نُبقي مصيرنا رهينة لتوتر بين دولتين، ولا أن نسمح أن يتحكم صراع إقليمي أو تهديد نووي بمستقبل شعوبنا، وباستقرار منطقتنا. ما يجري اليوم من تصعيد إسرائيل وإيران يهدد لا حدود السياسة فقط، بل وجودنا وأمننا واقتصادنا. فبأي منطق نسمح بأن تسوقنا دول أصغر منا عدداً، أضعف اقتصاداً، وأضيق جغرافياً، إلى ما لا نريد؟">
واستطرد خلف الحبتور مستنكرًا: "نحن لسنا رهائن لهذا الجنون، ولسنا شهوداً صامتين على جريمة محتملة تُهدد الأمن العربي والإقليمي برمّته. لقد آن الأوان لنتوقف عن الصمت، ولنعيد ترتيب البيت العربي بقيادة واثقة تُدرك حجمها ودورها، لأن الشرق الأوسط لن يعرف الاستقرار إلا عندما يقوده أهله. لدينا بحمد الله، قادة عرب حكماء، أثبتوا في الأشهر والسنوات الماضية قدرتهم على تمثيل صوت المنطقة بشرفٍ واحترام، والتحدث بوضوح أمام العالم عن مصالحنا وسيادتنا وحقنا في الأمن والكرامة، وقد ظهرت صبرهم وحكمتهم ظهرت مراراً في أصعب اللحظات. لكن على العالم أن يعلم، وعلى من يخطئ التقدير أن يفهم: أن هذا الصبر لا يعني ضعفاً، وأن هذه الحكمة لا تعني تراجعاً. فنحن قادرون أن نكون واضحين، حازمين، وأن نحمي مصالحنا بصرامة، متى استُدعي الأمر".
خلف الحبتور: نحن لا نحتاج إلى شرعية من الخارج.. الشرعية في أيدينا
وأكمل رجل اللأعمال الملياردير الإماراتي: أقولها بكل وضوح: لاأمريكا، ولا أوروبا ولا أي قوة خارجية تملك الحق في "الوصاية" على منطقتنا، أو تقرير مصير ما يحدث فيها. تجاربنا السابقة مع التدخلات الغربية لم تجلب لنا السلام، بل جلبت الفوضى، والتجزئة، والتعطيل المتعمّد لمقدراتنا. نحن لدينا كل المقومات، ولا نحتاج لمن يُعطينا الشرعية، فهي معنا بالأرقام وبالمنطق. نحتاج فقط أن نؤمن بقدرتنا، أن ننسّق ونتوحد في الرؤية والقرار، ونرفع الصوت بأن قرار المنطقة لا يُتخذ في عواصم الخارج، بل في العواصم العربية.. فليعلم الجميع أن الشرق الأوسط ليس مسرحاً لتصفية الحسابات. هو بيتنا، ومصيره بأيدينا. فلنُدِر شؤونه بعقل جماعي، وخطاب سيادي، وبمشروع نهضوي عربي يليق بتاريخه، ويصنع مستقبله".
وواصل: ولهذا، أدعو — بكل ثقة بالعقل والضمير العربي — إلى تشكيل لجنة عربية عليا من حكمائنا وقادتنا، تُسارع للتدخل ووضع حد لهذا الصراع بين إيران وإسرائيل، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. هذه المنطقة بحاجة لصوتٍ عاقل، وقلبٍ عربي يوقف الانهيار، قبل فوات الأوان.
واختتم خلف الحبتور منشوره قائلًا: هذه رسالتي… وهذا ندائي. فالعرب ليسوا قُصّراً، ولن نسمح لأحد أن يعاملنا كمن يحتاج إلى وصيّ على قراره".