تمويل غبي.. القصة الكاملة لتصريح ترامب بشأن سد النهضة ورد فعل إثيوبي مفاجيء

قبل ساعات كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريح مثير للجدل على منصة التواصل الاجتماعي تروث سوشيال، أن الولايات المتحدة مولت بشكل غبي سد النهضة، الذي بنته إثيوبيا على النيل الأزرق وأثار أزمة دبلوماسية حادة مع مصر.
وكتب ترامب: "يسعدني جدا أن أبلغكم أنني رتبت، بالتعاون مع وزير الخارجية ماركو روبيو، معاهدة رائعة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، في حربهما التي عرفت إراقة دماء بعنف وموتا، بشكل يفوق معظم الحروب الأخرى، واستمرت لعقود".
وأضاف الرئيس الأمريكي: "سيحضر ممثلون من رواندا والكونغو إلى واشنطن، الإثنين، لتوقيع الوثائق. إنه يوم عظيم لإفريقيا، وبصراحة، يوم عظيم للعالم".
ردود الفعل من الجانب الإثيوبي
وسرعان ما أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي غضب الجانب الأثيوبي مؤكدين أن تصريح ترامب خاطئ ويجب مراجعته، وكتب Zemedeneh Negatu وهو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة سي بي إي كابيتال، رئيس مجلس إدارة فيرفاكس أفريقيا (الولايات المتحدة).
قال الرئيس ترامب قال إنه يستحق الفوز بجائزة نوبل للسلام "للحفاظ على السلام بين مصر و إثيوبيا . وقال الرئيس أيضًا إن سد النهضة الإثيوبي الكبير "مُول بشكل غبي من قبل الولايات المتحدة".
وتابع نغاتو؛ سيدي الرئيس، مع كل الاحترام الواجب، لقد أخطأ مستشاروك. تم تمويل تكلفة سد النهضة البالغة 5.0 مليار دولار أمريكي بنسبة 100٪ من قبل إثيوبيا وسكانها البالغ عددهم 130 مليون نسمة بما في ذلك الشتات، سد النهضة هو أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا ومن بين أكبر 10 سد في العالم. إنه أيضًا أحد أكثر مشاريع البنية التحتية تعقيدًا في العالم. سيوفر السد الكهرباء لعشرات الملايين من الناس في شرق وشمال إفريقيا الذين يفتقرون حاليًا إلى الطاقة ويعيشون في الظلام. كما سيدعم خطة إثيوبيا الطموحة لتصبح مركزًا صناعيًا أفريقيًا عملاقًا (صين إفريقيا). بالنظر إلى ضخامة سد النهضة وتكلفته الهائلة، قبل بدء البناء، كانت إثيوبيا، التي كان ناتجها المحلي الإجمالي في ذلك الوقت 29 مليار دولار فقط، بحثت عن تمويل عالمي وتواصلت مع شركاء التنمية من جميع أنحاء العالم بما في ذلك العديد من الحكومات والمؤسسات المالية العالمية مثل البنك الدولي. لكنهم جميعًا، دون استثناء، رفضوا تقديم التمويل.
لذلك، تم تغطية التكلفة الكاملة لسد النهضة الإثيوبي الكبير من قبل إثيوبيا. بالنظر إلى الماضي، السيد الرئيس، في ظل رؤيتك الجديدة "التجارة والاستثمار وليس المساعدات" (التي أؤيدها تمامًا)، ستكون الاستثمارات والتمويل الأمريكي موضع ترحيب كبير لمشاريع مثل سد النهضة الإثيوبي الكبير في جميع أنحاء إفريقيا بما في ذلك إثيوبيا. على سبيل المثال، فإن مطار الخطوط الجوية الإثيوبية (ET) الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار ويتسع لـ 100 مليون راكب (سيكون من بين أكبر 5 مطارات في العالم)، يعد فرصة جيدة. تعد الخطوط الجوية الإثيوبية أكبر عميل لشركة بوينج في إفريقيا حتى الآن وكانت كذلك منذ 75 عامًا.
تكذيبات لتصريح ترامب حول تمويل أمريكا لسد النهضة
وكتب Habtamu Gurmu وهو مؤيد لحزب الرخاء J1: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر ادعاءً على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، مؤكدًا أن الولايات المتحدة قدمت تمويلًا لسد النهضة الإثيوبي الكبير، هذا البيان خاطئ تمامًا، حيث لا يوجد دليل موثوق أو سجل رسمي يشير إلى أن الحكومة الأمريكية مولت مشروع سد النهضة بشكل مباشر.
فقد تم تمويل سد النهضة، وهو سد كهرومائي ضخم على نهر النيل الأزرق، في المقام الأول من قبل الحكومة الإثيوبية من خلال السندات المحلية والمساهمات العامة والموارد الداخلية الأخرى، دون أي دعم مالي موثق من الولايات المتحدة.
يبدو أن هذا الادعاء جزء من نمط أوسع من المعلومات المضللة، والذي قد يهدف إلى تشكيل التصور العام أو تعزيز سرد سياسي، كان سد النهضة قضية خلافية في حوض النيل، لا سيما بسبب النزاعات بين إثيوبيا ومصر والسودان حول حقوق المياه وتأثير السد على تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر.
في حين انخرطت الولايات المتحدة في جهود دبلوماسية للتوسط في هذه التوترات، بما في ذلك استضافة المحادثات في عامي 2019 و2020 في ظل إدارة ترامب، إلا أنه لم يتم تخصيص أي مساعدات مالية أو تمويل مباشر لبناء السد، وبدلاً من ذلك، اقتصرت مشاركة الولايات المتحدة على تسهيل المفاوضات، دون أي التزامات مالية للمشروع نفسه، قد يؤدي هذا الادعاء الكاذب إلى تضليل القراء بشأن السياسة الخارجية الأمريكية ودورها في مشاريع البنية التحتية الأفريقية.
كما أنه يخاطر بإثارة الحساسيات الإقليمية حول سد النهضة، بالنظر إلى التعقيدات الجيوسياسية المستمرة في القرن الأفريقي. للحصول على معلومات دقيقة، راجع البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية أو مصادر الحكومة الإثيوبية، والتي تؤكد أن سد النهضة مبادرة ذاتية التمويل.
وسرعان ما انتشرت دودو الفعل من الجانب الإثيوبي مؤكدين أن سد النهضة تم بناؤه بعرق وجهد الإثيوبيين لا بتمويل غبي من الولايات المتحدة.
مشاركة أمريكية في التفاوض والتيسير – تيسير وليس تمويل
وعلي عكس كلام الرئيس ترامب، فلم يذكر قبل أن أمريكا قامت بتمويل سد النهضة بل مشاركة للتفاوض والتيسر فقط ففي فبراير 2020، شارك وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في سلسلة اجتماعات ثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، بوساطة فنية مدعومة من البنك الدولي، هدفت إلى التوصل إلى اتفاق حول "سد النهضة"، إلا أن الهدف كان التفاوض على طرق التعبئة والتشغيل وليس تقديم تمويل أمريكي مباشر للمشروع.
إثيوبيا من مولت بنفسها لبناء السد
مُوِّل سد النهضة الإثيوبي بشكل أساسي من إثيوبيا، وليس الولايات المتحدة. جمعت إثيوبيا الأموال من خلال:
1. بيع سندات حكومية للمواطنين.
2. تبرعات عامة، بما في ذلك من المغتربين.
3. ضرائب وخصومات على الرواتب. قدّمت الصين حوالي مليار دولار أمريكي للمعدات، ولكن لا توجد أدلة موثوقة تُشير إلى تورط مالي أمريكي. لم تتوسط الولايات المتحدة في محادثات تشغيل السد إلا في عام 2020. ويبدو أن مزاعم التمويل الأمريكي لا أساس لها.