عاجل

ارتبط بـ الجمعة الأخيرة من العام الهجري.. من هو إبراهيم بن أدهم؟

صورة متداولة لـ إبراهيم
صورة متداولة لـ إبراهيم بن أدهم

إبراهيم بن أدهم هو أحد الزهاد الذين ارتبطوا بـ الجمعة الأخيرة من العام الهجري، والتي توافق اليوم  24 ذو الحجة، فمن هو إبراهيم بن أدهم، وأين دفن؟، وفي السطور التالية نرصد حكاية سلطان الزاهدين. 

من هو إبراهيم بن أدهم.. هل كان صحابيًا أم تابعيًا؟ 

إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن عامر بن إسحاق التميمي، ويقال له: العجلي، أصله من بلخ ثم سكن الشام ودخل دمشق.

وروى الحديث عن: أبيه، والأعمش، ومحمد بن زياد صاحب أبى هريرة، وأبى إسحاق السبيعي، وخلق. وحدث عنه خلق منهم: بقية، والثوري، وأبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن حميد. وحكى عنه الأوزاعي.

وروى ابن عساكر من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الجزري، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمد بن زياد، عن أبى هريرة، قال: دخلت على رسول الله ﷺوهو يصلى جالسا فقلت: يا رسول الله إنك تصلى جالسا فما أصابك؟
قال: "الجوع يا أبا هريرة".
قال: فبكيت.
فقال: "لا تبك فإن شدة يوم القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب فى دار الدنيا".

ومن طريق بقية، عن إبراهيم بن أدهم، حدثنى أبو إسحاق الهمداني، عن عمارة بن غزية، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الفتنة تجيء فتنسف العباد نسفا، وينجوا العالم منها بعلمه".

قال النسائي: إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون أحد الزهاد.

وذكر أبو نعيم وغيره: أنه كان ابن ملك من ملوك خراسان، وكان قد حبب إليه الصيد، قال: فخرجت مرة فأثرت ثعلبا فهتف بى هاتف من قربوس سرجي: ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت.

قال: فوقفت وقلت: انتهيت انتهيت، وجاءنى نذير من رب العالمين. فرجعت إلى أهلى فخليت عن فرسى وجئت إلى بعض رعاة أبى فأخذت منه جبة وكساء ثم ألقيت ثيابى إليه، ثم أقبلت إلى العراق فعملت بها أياما فلم يصفُ لى بها الحلال، فسألت بعض المشايخ عن الحلال فأرشدنى إلى بلاد الشام فأتيت طرطوس فعملت بها أياما أنطر البساتين وأحصد الحصاد، وكان يقول: ما تهنيت بالعيش إلا فى بلاد الشام.أفر بدينى من شاهق إلى شاهق ومن جبل إلى جبل، فمن يرانى يقول: هو موسوس.

ثم دخل البادية ودخل مكة وصحب الثورى والفضل بن عياض ودخل الشام ومات بها، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه مثل الحصاد وعمل الفاعل وحفظ البستان وغير ذلك، وما روى عنه أنه وجد رجلا فى البادية فعلمه اسم الله الأعظم فكان يدعو به حتى رأى الخضر فقال له: إنما علمك أخى داود اسم الله الأعظم.

ويقال التميمي، تابعي جليل ينحدر من منطقة بلْخ في أفغانستان، جائه النداء يا إبراهيم ما لهذا خلقت ولا بهذا أُمرت، فكان كثير التفكر والصمت، بعيداً عن حب الدنيا، وما فيها من شهرة وجاه ومال، حريصاً على الجهاد في سبيل الله لا يفتر عنه. وكان برغم زهده يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون كسباً حلالاً.

وروى أنه كان يعمل في الحصاد وحفظ البساتين وغير ذلك، وينفق على من في صحبته من الفقراء.

يحكى عنه أنه قال: أطب مطعمك، ولا حرج عليك أن لا تقوم الليل ولا تصوم النهار.

كرامات إبراهيم بن أدهم 

معلوم عند المسلمين أن بعض الأولياء يصدر منهم كرامات، وهي أمور خارقة للعادة تكون دليلاً على صدق اتباعهم لنبيهم. وقد كثر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم كريمات، وكان إبراهيم بن أدهم مشهورين من الذين حصلوا على أيديهم كهذه، منها ما ذكره يوسف النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» وهو أن قومًا أتوا إلى إبراهيم بن أدهم فقالوا: يا أبا إسحاق، إن الأسد واقف على طريقنا، فأتى إبراهيم إلى الأسد فقال: يا أبا الحارث إن كنتَ أُمِرْتَ فينا بشىء فامض لما مرتا به، وإن لم تمر به، بشىء فتنحّى عن طريقنا، فأدبر الاجتهاد يهمهم.

وفي «روض الرياحين» كرامة أخرى له، وهي أنه يريد كوبيًا، فأبى الملاح إلا أن يأخذ دينارًا، فصلى إبراهيم ركعتين وقال: اللهُمَّ جميل يسألوني ما ليس عندي وهو كثير، فصار الرمل دنانير فأخذ يدفعه ولم يمنعه غيره.

ومن كراماته التي له في المصيصة (وهي مدينة في الشام أخفى لها المنصورة) أنه يخرج إلى مرج من مروج الشام فالتقى ذلك اس يوقدون ناراً حول هم أكلات السباع، فطلبوا منه أن ينضم إليه فأبى وجلس في منتصف وحيدًا، كما أنه يصلي الليل إذ أتته ثلاثة أسود فتقدم الأول عنه فشمه وطاف حوله ثم تنحى فيما بين فربض، ثم جاء الثاني ففعل كفعل الأول، ثم الثالث ففعل كفعل أولين، فلما دخل قال الحَر للأسود: ما الذي جاء بكم تأكلوني امضوا، فأقام الأسود فتركته وذهبت، وكل ذلك على مرأى من القوم

وفاة إبراهيم بن أدهم 

توفي إبراهيم بن أدهم سنة 162 هـ، وهو مرابط مجاهد في إحدى جزر البحر المتوسط، ولما شعر بدنو أجله قال لأصحابه: «أوتروا لي قوسي». فأوتروه. فقبض على القوس ومات وهو قابض عليها يريد الرمي بها، وقيل إنه مات في حملة بحرية على البيزنطيين، ودفن في مدينة جبلة على الساحل السوري.

هل إبراهيم بن أدهم مدفون في مصر؟ 

في قرية بمركز قويسنا محافظة المنوفية، سميت باسمه (كفر الشيخ إبراهيم) بها مشهده المبارك، إلا أنه غير مدفون به. 

تم نسخ الرابط