قبة الصخرة .. تحفة معمارية ومعلم إسلامي خالد في المسجد الأقصى

تُعدّ قبة الصخرة أحد أبرز معالم المسجد الأقصى المبارك، بتصميمها الفريد وقبتها الذهبية التي تخطف الأنظار. لكنّها ليست المسجد الأقصى نفسه، بل جزء منه، وهي حقيقة يحاول الاحتلال الإسرائيلي طمسها في محاولة للترويج بأن قبة الصخرة هي المسجد الأقصى، بينما الهدف الحقيقي هو طمس الهوية الإسلامية للمكان والاستيلاء عليه.
مكانة دينية عظيمة لقبة الصخرة في الإسلام
تحظى قبة الصخرة بمكانة دينية سامية في نفوس المسلمين، إذ تحتضن الصخرة التي صعد منها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج. ومنذ بنائها، حرص المسلمون على العناية بها، حيث شهدت العديد من أعمال الترميم خاصة بعد الأضرار التي لحقت بها نتيجة الزلازل والعوامل الطبيعية.
قبة الصخرة.. أقدم بناء إسلامي محافظ على زخرفته
تعتبر قبة الصخرة أقدم بناء إسلامي حافظ على زخرفته الأصلية، وتعكس جدرانها الداخلية والخارجية روائع الفن الإسلامي، من الخطوط العربية المزخرفة إلى الفسيفساء الذهبية. يتخذ المبنى شكلًا مثمنًا، تحيط به أربعة أبواب رئيسية. في مركزه تقع الصخرة المشرفة، وتعلوها قبة ذهبية يبلغ قطرها 20 مترًا وارتفاعها 35 مترًا، وتُزين القبة بالنحاس المنقوش والمذهب، ما يمنحها مظهرًا فريدًا.
إنجاز معماري عظيم من العصر الأموي
أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة عام 66 هـ (685م)، بإشراف المهندسين رجاء بن حيوة الكندي ويزيد بن سلام. وقد أثّرت هذه التحفة المعمارية في العمارة الأوروبية، خاصة في تصميم الكنائس والقلاع التي شيّدها فرسان الهيكل لاحقًا.
تغطي الفسيفساء الإسلامية جدران القبة من الداخل، بينما تزين آيات القرآن الكريم أعلى الأقواس بخط عربي عريق. وتُظهر الزخارف النباتية على الأبواب والأعمدة روعة الفن الإسلامي الذي يميز قبة الصخرة عن أي معلم آخر.
الصخرة المشرفة.. حقيقة واضحة بلا خرافات
تُعدّ الصخرة المشرفة، التي بنيت القبة فوقها، صخرة طبيعية غير منتظمة الشكل، تتراوح أبعادها بين 13 و18 مترًا، وارتفاعها حوالي مترين. وتُعتبر هذه الصخرة جزءًا أساسيًا من المعلم المقدس الذي يرتبط بذكرى الإسراء والمعراج.
محاولات إسرائيلية لطمس هوية المسجد الأقصى
يسعى الاحتلال الإسرائيلي لخلط المفاهيم بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى، محاولًا الترويج لفكرة أن الأقصى ليس سوى هذا البناء، بينما يستمرون في الحفريات أسفله بزعم وجود "هيكل سليمان". هذا الخلط يهدف إلى تقليص المفهوم الإسلامي للأقصى، في محاولة لطمس معالمه وتهيئة الأجواء للسيطرة عليه.
لذا، من الضروري أن تؤكد وسائل الإعلام دائمًا أن قبة الصخرة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وأن مسؤولية الدفاع عنه تقع على عاتق كل مسلم. يظل هذا المعلم شاهدًا على الهوية الإسلامية، ومنارةً خالدةً في قلب القدس رغم كل محاولات التزييف والطمس.