عاجل

المسجد الأقصى.. جوهرة القدس رمز الصمود والمقاومة عبر التاريخ

المسجد الأقصى المبارك
المسجد الأقصى المبارك

المسجد الأقصى، أحد أكبر وأقدس المساجد في العالم الإسلامي، يتمتع بمكانة دينية وتاريخية عظيمة. ذكره الله في القرآن الكريم في قوله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى". يُعد المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها.

يقع المسجد الأقصى في قلب مدينة القدس على هضبة موريا، ويمتد على مساحة 144 ألف متر مربع. يتضمن المسجد الأقصى عدة معالم إسلامية بارزة مثل المصلى القبلي، قبة الصخرة، المصلى المرواني، الأروقة، المآذن، القباب، المصاطب، وأسبلة الماء، ويضم ما يقارب 200 معلم تاريخي.

تاريخ المسجد الأقصى: من التأسيس إلى التحرير

تاريخ المسجد الأقصى مليء بالأحداث العظيمة والتحديات المستمرة. يُعد ثاني مسجد وُضع في الأرض بعد المسجد الحرام. فتحه المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 15هـ (636م)، وشهد توسعات كبيرة خلال العهدين الأموي والعباسي، حيث بُنيت قبة الصخرة عام 691م في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان.

في عام 1099م، خلال الحروب الصليبية، تعرض المسجد الأقصى لانتهاكات جسيمة، حيث حوله الصليبيون إلى إسطبل للخيول. لكن بعد تحرير القدس عام 1187م، أعاد القائد صلاح الدين الأيوبي للمسجد الأقصى مكانته الدينية، وأمر بتطهيره وغسل أرضه بالعطور، كما أعاد وضع منبر نور الدين زنكي الذي كان قد أُعد خصيصًا للمسجد قبل التحرير.

المسجد الأقصى في مواجهة الاحتلال

لم يكن المسجد الأقصى بمنأى عن الاحتلال والتحديات. بعد احتلال القدس عام 1967م، كثفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي محاولات تهويد المسجد الأقصى وطمس هويته الإسلامية. ومع ذلك، بقي المسجد رمزًا للمقاومة والصمود، حيث استمر الفلسطينيون في الدفاع عنه رغم المضايقات والاعتداءات.

في السنوات الأخيرة، شهد المسجد الأقصى تصاعدًا في الانتهاكات، ولكن هذا لم يمنع مئات الآلاف من الفلسطينيين من الاحتشاد داخله. ففي ليلة القدر من شهر رمضان، احتشد أكثر من 450 ألف مصلٍّ تأكيدًا على إسلامية المسجد وهويته التي لا تتغير.

أهمية المسجد الأقصى في العقيدة الإسلامية

لا يقتصر دور المسجد الأقصى على كونه مكانًا للعبادة، بل يُمثل جزءًا أصيلًا من العقيدة الإسلامية. فهو أولى القبلتين، حيث توجه المسلمون في صلاتهم إليه قبل تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، كما ارتبط بمعجزة الإسراء والمعراج.

المسجد الأقصى ليس مجرد مكان مقدس، بل هو رمز للصمود والدفاع عن الهوية الإسلامية في وجه محاولات التهويد والطمس الثقافي. وعلى مر العصور، بقي المسجد الأقصى شاهدًا على تاريخ الأمة الإسلامية ومقاومتها المستمرة للحفاظ على مقدساتها.

تم نسخ الرابط