الجامع الأموي.. أول مسجد ظهر فيه المحراب ومدحه المؤرخون والأدباء

يعد الجامع الأموي في دمشق بالعاصمة السورية من أعظم المساجد في العالم الإسلامي، وهو رابع أشهر مسجد بعد الحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. أمر ببنائه الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 87 هـ/705 م، واستغرق بناؤه عشر سنوات، بمشاركة أمهر الصناع من بلاد فارس والهند وبيزنطة.
تحفة معمارية خالدة
يتميز الجامع الأموي بأنه أول مسجد ظهر فيه المحراب، وله ثلاث مآذن وأربع أبواب وقبة ضخمة. المئذنة الشمالية هي الأقدم، وتعود لعهد الوليد، وانتشرت منها المآذن المربعة في سوريا وشمال إفريقيا والأندلس. كما يشتهر بزخارفه الفسيفسائية الفريدة التي أُعيد ترميمها في القرن العشرين.
موقع ديني وتاريخي بارز
يضم الجامع قبر النبي يحيى بن زكريا عليه السلام، ويحتوي على الفتحة التي وضع فيها رأس الحسين بن علي رضي الله عنه عند حمله إلى دمشق.
كما يضم ضريح صلاح الدين الأيوبي، وكان أول جامع يدخله أحد بابوات روما، حيث زاره البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان الأسبق عام 2001.
الحرائق وإعادة الترميم
تعرض المسجد لعدة حرائق وزلازل، أبرزها عام 462 هـ/1069 م و803 هـ/1400 م، إضافة إلى حريق عام 1311 هـ/1893 م بسبب سقوط نار من نرجيلة أحد العمال. أدى ذلك إلى دمار كبير شمل المصحف العثماني الذي أرسله الخليفة عثمان بن عفان إلى الشام. لكن السكان أعادوا ترميمه بتبرعات سخية، وبلغت نفقات إعادة البناء سبعين ألف ليرة ذهبية في ذلك الوقت.
تصميم معماري فريد
يمتد الجامع على مساحة 157×97 متراً، ويحتوي على حرم بمساحة 136×37 متراً وصحن واسع بأروقة شامخة. تعلوه قبة النسر بارتفاع 45 متراً وقطر 16 متراً، مع 44 نافذة ملونة. ويضم أربعة محاريب مخصصة للمذاهب الأربعة “الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة”، ومنبراً حجرياً رائع التصميم.
معلم إسلامي خالد
يعتبر الجامع الأموي في الأراضي السورية تحفة معمارية إسلامية خالدة، انعكست فيها روعة العمارة الأموية في سوريا، وظل صامداً عبر الزمن رغم الكوارث الطبيعية والحروب، ليبقى شاهداً على تاريخ دمشق العريق وأحد أعظم مساجد العالم الإسلامي.