عاجل

أستاذ بالأزهر: الإسلام دين الذوق الرفيع.. والسلام يبدأ من الفرد

الدكتور أحمد نبوي
الدكتور أحمد نبوي

أكد الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الإسلام هو دين الذوق الرفيع والأخلاق الراقية، مشددًا على أن من أسمى معاني الإسلام وأصوله التربوية أن يبدأ الإنسان بإصلاح نفسه قبل أن ينتظر شيئًا من الآخرين.

وأوضح أحمد نبوي، خلال حديثه في حلقة "منبر الجمعة" على قناة الناس، اليوم الخميس، أن السلام المجتمعي يبدأ من الفرد، قائلًا:"إذا أردت السلامة من غيرك، فاطلبها في سلامة غيرك منك، يعني عايز الناس تسيبك في حالك؟ سيبهم في حالهم. عايز الناس ما تأذيش؟ خليك إنت الأول ما بتأذيش."

احترام الخصوصية

وشدد أحمد نبوي على أن من أبرز ما يُميز السلوك الإسلامي احترام الخصوصية وعدم التدخل في شؤون الآخرين، معتبرًا ذلك انعكاسًا مباشرًا لمدى فهم الإنسان لتعاليم دينه والتزامه بها.

وقال أحمد نبوي:"اللي مش عايز الناس تتدخل في حياته، لازم الأول هو كمان ما يدخلش في حياة غيره. وده جزء من الذوق الإسلامي، اللي بيدعو لعدم الفضول أو التجسس أو التدخل في خصوصيات الغير."

وأشار أحمد نبوي إلى أن المسلم الحق هو من يجعل من نفسه مصدرًا للراحة والأمان، لا مصدر قلق أو تطفل، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المشكلات في المجتمع تبدأ من التدخل غير المبرر في شؤون الآخرين.

معيار سلوك الفرد مع المجتمع

واستشهد الدكتور أحمد نبوي بحديث النبي محمد ﷺ:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، مؤكدًا أن الروايات الأخرى توسّع المفهوم ليشمل كل الناس، وليس المسلمين فقط، حيث قال ﷺ في رواية أخرى: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده."

وأوضح أحمد نبوي أن هذا الحديث يرسم ملامح الشخصية المسلمة المتزنة، التي لا تؤذي الآخرين لا قولًا ولا فعلًا، بل تسعى لأن تكون عنصر أمان وطمأنينة في محيطها الاجتماعي.

التطفل والتدخل ليسا 

وأضاف أحمد نبوي أن الإسلام يرفض الأذى بكل أشكاله، حتى وإن كان بسيطًا أو يتم بحجة "الاهتمام أو النصيحة"، موضحًا أن التطفل على حياة الآخرين أمرٌ مرفوض دينيًا وأخلاقيًا.

وأكد أحمد نبوي أن الإنسان الذي يحترم خصوصية غيره، ويحسن الظن، ويكف أذاه عن الناس، هو أقرب إلى الله وإلى قلوب الناس، مضيفًا: "ابدأ بنفسك، واجعل الناس في سلام منك، تجد الدنيا كلها في سلام معك."

كيف نعيش بسلام حقيقي؟

وفي ختام حديثه، وجّه الدكتور أحمد نبوي رسالة دعوية مؤثرة، قال فيها إن السلام في المجتمع لا يمكن أن يتحقق إلا إذا بدأ كل فرد في مراجعة نفسه وأسلوبه مع الآخرين، مبينًا أن المنظومة الأخلاقية في الإسلام قائمة على مبدأ المعاملة بالمثل، ولكن بسمو ووعي وإحسان.

وأضاف أحمد نبوي: "نعيش في زمن أصبحت فيه التدخلات والسلوكيات المؤذية متكررة، وعلينا أن نعود إلى أصل الدين وجوهر الأخلاق، بأن نُحسن للناس ونجعلهم في راحة منا، حينها فقط، سنشعر بالسلام الحقيقي."

الدكتور أحمد نبوي
الدكتور أحمد نبوي

رسالة إصلاح تبدأ من الذات

بهذا الطرح الإنساني العميق، يؤكد الدكتور أحمد نبوي أن الإسلام ليس فقط عبادات وشعائر، بل منهج حياة يتجلى في تعاملاتنا اليومية، بدءًا من احترام الآخرين، وحسن الظن، وكفّ الأذى، إلى أن نكون قدوة في الذوق والسلوك الراقي.

تم نسخ الرابط