خالد الجندي: «إن شاء الله» ليست مجرد لفظ.. بل عبادة تعكس التوكل

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الحرص على ترديد عبارة "إن شاء الله" هو أكثر من مجرد تعبير شائع في الحديث اليومي، بل هو صورة عظيمة من صور العبادة التي تدل على عمق التوكل على الله واستحضار إرادته في كل خطوة من خطوات الحياة.
وخلال ظهوره في حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ضمن برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، قال خالد الجندي: "إن شاء الله مش كلمة بنقولها عَ الماشي، دي عبادة بتمثل قمة الإيمان بأن كل شيء لا يتم إلا بمشيئة الله.. حضور القلب في اللفظ ده بيقرّبك من ربنا".
الذكر سلاح الروح
وأوضح خالد الجندي أن المسلم الحقيقي هو من يستدعي الله في جميع أحواله، حتى في أبسط الأمور كالمشاوير والمواعيد واللقاءات، قائلاً: "ربنا بيحب تحضره في كل حاجة: في المشوار، في الوعد، في الخطوة، حتى لما حد يضايقك قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، دي مش ألفاظ.. دي عبادة".
وأضاف خالد الجندي أن ذكر الله عند المواقف الصعبة يمنح الإنسان طمأنينة وثباتًا، مشددًا على أن العبارات التي نرددها أحيانًا بشكل اعتيادي، تحمل طاقة إيمانية عظيمة، وعلينا أن ننطقها بوعي وصدق.
الثقة في أقدار الله
وأشار خالد الجندي إلى أن التوكل الحقيقي لا يظهر إلا عند وقوع المكروه أو تأخر الأمور عن توقيتها المرجو، مضيفًا أن المؤمن عليه أن يثق في حكمة الله، حتى لو لم يفهم سبب الابتلاء وقت حدوثه.
واستشهد الجندي بقول الإمام ابن عطاء الله السكندري: "ما منع عنك إلا ليعطيك، وما ابتلاك إلا ليرضيك"، ليؤكد أن في طيّات الابتلاء عطاء رباني، وأن المحن تحمل في باطنها منح عظيمة.
وقال: "لو حصل شيء لا يسرك، فاعلم أنه لصالحك، لأن الله أرحم وأعلم بمصالح عباده.. والرضا بقضاء الله هو قمة الإيمان".
الغائب في الغفلة
واختتم خالد الجندي حديثه بتأكيد أن ذكر الله هو الذكر الوحيد الذي إذا ذُكر حضر، في حين أن أي شخص آخر إذا ذكرناه لا يلتفت إلينا، مضيفًا: "المذكور الوحيد اللي يحضر إذا ما ذُكر هو الله.. واللي يذكر ربنا، ربنا يكون معاه"
ودعا خالد الجندي الجمهور إلى استحضار الله في كل لحظة وكل قرار وكل نية، مؤكدًا أن ذكر الله لا يحتاج لمناسبة خاصة، بل هو رفيق دائم للقلوب المؤمنة.
وقال بنبرة ملهمة: "حضّروا ربنا في كل لحظة.. ومش هتندموا أبدًا.. لأن ربنا إذا كان معاك، فالدنيا كلها مش هتقدر تهزك".

دعوة لحياة روحية متصلة بالله
في رسالته الختامية، وجّه الشيخ خالد الجندي دعوة صريحة للمشاهدين إلى عيش حياة قائمة على الذكر والتسليم لحكمة الله، لا حياة تعتمد على التوقعات والسيطرة الكاملة، قائلاً: "قولوا إن شاء الله من قلبكم.. وافهموا إن فيها عبادة مش مجرد عادة.. وعيشوا حياتكم على يقين بأن الله هو المدبّر، وهو القادر، وهو العليم بما هو خير لكم في كل وقت ومكان".
وختم بتذكير هام: "لو استحضرت ربنا في كل لحظة، ربنا هيستحضر لك الخير في كل لحظة".