خالد الجندي: قصة رمزية تكشف غفلة الناس عن الدين.. والموت لا ينتظر أحدًا

في رسالة روحية مؤثرة، قدّم الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، قصة رمزية خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، تجسّد الواقع الذي يعيشه كثير من الناس الذين يؤجلون التوبة ويركضون خلف الدنيا، متناسين أن الموت لا ينتظر أحدًا.

بدأ خالد الجندي، القصة بصورة رمزية: رجل يسافر مع زوجته وابنه في رحلة تمثل الحياة، وخلال الطريق يصعد معهم المال، ثم تنضم إليهم السلطة، بينما يظهر الدين في الطريق فيرفضون اصطحابه، بحجة أنه سيقيدهم ويحرمهم من متع الحياة.

المفاجأة الصادمة

وتابع خالد الجندي: "بينما تواصل الأسرة رحلتها بكل ما جمعته من المال والنفوذ والأهل، يُفاجأون على الطريق بـ"الموت"، الذي يوقف السيارة ويأمر الرجل بالنزول: "لقد انتهت رحلتك".

وواصل خالد الجندي: "الصدمة تكون حين يدرك الأب أنه لا أحد ممن رافقوه سينزل معه، لا زوجته، ولا ابنه، ولا المال، ولا السلطة"، وحده "الدين" الذي رفضه في البداية، هو الوحيد الذي يمكنه أن يرافقه، لكنه تركه خلفه.

قال خالد الجندي: "هذه القصة ليست مجرد حكاية، بل مرآة لحال كثير من الناس، الذين يعتقدون أن الدنيا تدوم، وأن متعها ستحميهم، متناسين أن لحظة الموت لا تمنح إنذارًا، ولا تمنح فرصة لتصحيح المسار".

"الدين" هو الرفيق الحقيقي 

شدد الشيخ الجندي، على أن الرفيق الوحيد في قبر الإنسان هو دينه، وليس المال أو المنصب أو الأحباب، مستشهدًا بقول الله تعالى: "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا..."

وكذلك قوله تعالى: "كل نفس ذائقة الموت".

وأوضح، أن هذا تحذير واضح وصريح من تأجيل الدين إلى "وقت لاحق"، لأن النهاية قد تأتي فجأة، دون مقدمات، ولا ينفع وقتها الندم أو التمني.ا

التوبة قبل فوات الأوان

وجه خالد الجندي، دعوة قوية للمشاهدين قائلاً: "راجعوا أنفسكم، اجعلوا للدين مكانًا دائمًا في حياتكم، لا تتركوه للمستقبل أو ما بعد الترف، فالموت لا يعرف التوقيت المناسب لكم.. هو يأتي حين يأمره الله، ولا رجوع بعده".

وأضاف،: "الناس اليوم تُغرق في المال والمناصب والتعلق بالأبناء، وتظن أنها بمنأى عن النهاية، لكن الحقيقة أن كل هذه الأمور تنتهي عند حافة القبر، ويبقى فقط ما قدمته من عمل صالح ودين مستقيم".

اليقظة الروحية

اختتم خالد الجندي، حديثه بتأكيد أن هذه القصة الرمزية ليست للترفيه أو الخيال، بل هي رسالة عميقة تتطلب من كل شخص أن يصحو من غفلته، وأن يُعيد ترتيب أولوياته قبل أن يُباغته الموت في لحظة لا يتوقعها.

وقال خالد الجندي: "اجعل الدين رفيقك من أول الرحلة، لا في نهايتها... لأن الرحيل قادم لا محالة، والسؤال الحقيقي: هل نحن مستعدون؟".