«الكتمان سرّ النعم».. خالد الجندي: الحسد قد يمنع الرزق ويطفئ شمعة الفرح

وجه الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، رسالة واضحة للمسلمين تدعوهم إلى التحلي بالحكمة والاحتراز عند الحديث عن النعم المنتظرة قبل وقوعها، مؤكدًا أن الإعلان المبالغ فيه عن الأرزاق المستقبلية قد يفتح باب الحسد، بل ويكون سببًا في منع تحقق تلك النعم.
جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة خاصة من برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، والتي حملت عنوان "حوار الأجيال"، حيث أكد خالد الجندي أن الكتمان ليس فقط سلوكًا اجتماعيًا حكيمًا، بل أيضًا توجيه نبوي يتفق مع صحيح العقيدة الإسلامية.
الاستعانة بالكتمان
استشهد الجندي بحديث النبي محمد ﷺ: "استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان"، معتبرًا هذا الحديث قاعدة ذهبية في التعامل مع الرغبات والطموحات الشخصية، خصوصًا ما يتعلق بالرزق أو المشاريع أو الجوائز.
وضرب مثالًا واقعيًا فقال: "زي ما بنقول عندنا كده: داري على شمعتك تقيد.. الإعلان عن الأمور بشكل علني ممكن يفتح باب الحسد أو يجر الحقد من الآخرين، حتى وإن لم يكن بقصد".
خطر خفي يهدد النعم
شدد خالد الجندي على أن الحسد قد يكون سببًا في زوال النعمة أو تأخيرها أو حتى حرمانها، موضحًا أن الإنسان قد يُصاب بالحسد حتى من أقرب الناس، بل وقد يحسد نفسه دون أن يشعر.
واستدل بآية من القرآن الكريم تصف هذا المعنى بدقة، حيث قال الله تعالى: "ودخل جنته وهو ظالم لنفسه"، في إشارة إلى أن الغرور والحديث المفرط عن النعمة قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وأضاف خالد الجندي بأسلوبه الساخر لتقريب المعنى: "ممكن الواحد يقف قدام المراية يقول: ده أنا النهارده آخر وسامة وآخر شياكة، وينزل يلاقي المسمار اللي أم محمود حطّاه للغسيل يقطع البدلة!"
الكتمان لا يغيّر القدر
أكد خالد الجندي أن الحديث عن النعم لا يغيّر ما قدّره الله، ولكن الكتمان يمنح صاحبه شعورًا بالأمان والطمأنينة والبعد عن أعين الحاسدين، موضحًا أن المؤمن يُطلب منه العمل والسعي، ثم تفويض الأمر إلى الله، قائلًا: "لما تعمل اللي عليك وتفوض الأمر لله، حتى لو ما تمتش الحاجة، بتقول: قدر الله وما شاء فعل، أنا عملت اللي عليّ".
دعوة لتربية الأجيال
في ختام حديثه، وجّه خالد الجندي دعوة للأسر والمربين بتعليم الأبناء أهمية الكتمان والخصوصية في زمن الانفتاح الرقمي، خصوصًا مع انتشار ظاهرة "التفاخر الإلكتروني" على مواقع التواصل، حيث يشارك البعض أدق تفاصيل حياته وإنجازاته، ما قد يجعله فريسة سهلة للحسد والحقد والمقارنة السلبية.
وأكد خالد الجندي أن السكينة في الكتمان، وأن الطمأنينة لا تأتي بالضجيج أو الظهور المبالغ فيه، بل تأتي من الثقة في الله، والعمل في صمت، وانتظار الخير دون استعراض.

خلاصة القول: "لا تشارك كل ما يحدث في حياتك.. ولا ترفع صوت فرحتك قبل أن تكتمل"، بهذه الرسالة اختصر الشيخ خالد الجندي حكمته، مؤكدًا أن الكتمان حماية للنفس، وصون للنعمة، واستجابة لوصية نبوية خالدة، مشددًا على أن من يتعلم كيف يحافظ على أسرار رزقه، سيحصد بركة أكبر وراحة بال لا يشتريها مال.