«استغلال النعم والفساد».. خطاب الدكتور إبراهيم الهدهد حول مآسي الأمم (فيديو)

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، في تصريحات أدلى بها خلال حلقة برنامج "ولا تفسدوا" المذاع على قناة الناس يوم السبت، أن أخطر أشكال الفساد في الأرض يتمثل في استغلال النعم التي أنعم الله بها على الإنسان في غفلة عنه، إضافة إلى ظلم العباد والطغيان بالمال والمنصب والجاه، لافتًا إلى أن هذه السلوكيات الظالمة لم تكن مجرد ممارسات اجتماعية سلبية، بل كانت السبب الجوهري في هلاك الأمم السابقة وتفككها، إذ أسهمت في تآكل القيم والأخلاق التي تُبنى عليها الحضارات العظيمة.
الإفساد المادي
وأضاف "الهدهد"، أن الفساد ليس محصورًا في الإفساد المادي أو الإداري فقط،؛ بل يشمل أيضًا انتشار المعاصي والذنوب، واستغلال المناصب لتحقيق المصالح الشخصية على حساب العدالة والمصلحة العامة، فضًلا عن أن الله تعالى قد بيّن في كتابه الكريم أن غياب من يقف في وجه الفساد ويمنعه هو أحد أسباب العقاب الإلهي العام، مستشهدًا بالآية القرآنية: "فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلًا ممن أنجينا منهم".
الجانب المادي
وأشار إلى أن فساد الأرض يتعدى الجانب المادي، فهو أيضًا فساد روحي وأخلاقي يتجلى في نشر المعاصي والسلوكيات المنحرفة التي تؤدي إلى تراجع قيم العدالة والتكافل الاجتماعي؛ وفي هذا السياق، استشهد بقوله تعالى: "واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين"، ليؤكد أن اتباع طرق الظلم والطغيان لا يأتي إلا بمآسي ودمار، كما حدث مع الأمم التي انحدرت إلى الانحطاط نتيجة لتركها مبادئ العدل والإصلاح.
مواجهة الفساد
وشدد إبراهيم الهدهد، على أن الحل لمواجهة هذا الفساد يكمن في العودة إلى الله واستغلال النعم بما يرضيه، مؤكدًا خلال برنامج «ولا تفسدوا»، أن المسؤولية ليست تشريفًا يُفخر به، بل هي تكليف يقع على عاتق كل فرد في المجتمع، مستدلاً بقوله تعالى: "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"، فبهذا النداء يدعو إلى التصحيح والإصلاح بدلاً من الانزلاق في دوامة الطغيان والفساد.
القيم الأخلاقية والإنسانية
ونوه إلى أن الصلاح والالتزام بالقيم الإسلامية هما الضمان الوحيد لحفظ الأمم من الهلاك، حيث إن عودة الناس إلى القيم الأخلاقية والإنسانية تمثل الدرع الواقي ضد انتشار الفساد، مشيرًا أن دور العلماء والدعاة في هذا السياق لا يقتصر على الوعظ والتبشير فحسب، بل يمتد إلى توجيه الناس نحو الحق وإحياء قيمة الإصلاح في المجتمع، حتى يعم الخير وتتحقق العدالة في كل ميدان.
الوعي والإدراك
ودعا الدكتور إبراهيم الهدهد، من خلال برنامج "ولا تفسدوا"، الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه أوطانهم ومجتمعاتهم، مؤكدًا أن إصلاح النفس والمجتمع يبدأ بالوعي والإدراك لأهمية استغلال النعم في طاعة الله، وعدم السماح لأهواء المال والمنصب بأن تُخضع العباد للظلم، كذلك يرى أن الأمم التي سعت لتطبيق مبادئ العدل والإصلاح قد نالت بركات الله وسُرّت في أمن واستقرار، بينما تلك التي غابت عنها قيم الحق والتقوى عانت من الهلاك والدمار؛ بهذا النداء الداعي إلى العودة إلى جذور المبادئ الإسلامية الأصيلة.

الأمم العظيمة
و يأمل الدكتور الهدهد أن يستفيق المسلمون من غفلتهم، ويعيدوا بناء مجتمع يقوم على العدل والمساواة، مستلهمين من تاريخ الأمم العظيمة دروساً تحذرهم من معصية استغلال النعم في سبيل الظلم والطغيان.