عاجل

داعية إسلامي: الجماع نهار رمضان لا كفارة عليه في حال النسيان (فيديو)

جماع الزوجين في رمضان
جماع الزوجين في رمضان

أكد الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، أن من جامع زوجته ناسيًا في نهار رمضان فلا كفارة عليه ولا قضاء، مستندًا إلى رأي جمهور العلماء الذين يرون أن النسيان يُعفى منه دون إلزام الصائم بتعويض اليوم، موضحًا أن هذا النسيان قد يحدث في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، حين ينسى الرجل حقيقة دخول رمضان أو أن وقت الفجر قد انقضى، مما يؤدي إلى وقوع الجماع دون قصد المخالفة، خلال ظهوره في برنامج "أصعب سؤال" تقديم الإعلامي مصعب العباسي،

الأمور البشرية الطبيعية

وأشار إلى أن النسيان من الأمور البشرية الطبيعية، وأن المقارنة بين الجماع وبين أكل وشرب الصائم تُظهر أن الإنسان قد ينسى أنه صائم في لحظة معينة، فيأكل أو يشرب دون قصد؛ وفي مثل هذه الحالة يستمر الصائم في صيامه دون الحاجة للكفارة أو القضاء، مبينًا أن جمهور العلماء، الذين تناولت آراؤهم هذه القضية، أكدوا أن الذنب في حالة النسيان لا يُحاسب عليه الصائم شرعًا، إذ أن النية والإخلاص هما الأساس في العبادة.

دور الزوجة

كما لفت "علي"، إلى جانب حساس يتعلق بدور الزوجة؛ ففي حال كانت الزوجة على علم بأن الفجر قد حلّ ولم تُذكر زوجها بذلك، فإنها تتحمل جزاء ذلك الإغفال، بينما إذا أنبته الزوجة على دخول وقت الفجر ولم يستجب، فإن الذنب يقع على عاتق الزوج ويستوجب عليه الكفارة، مؤكدًا أن هذه التفصيلات تأتي ضمن إطار تشريعي مرن يراعي الحالة النفسية والبشرية للمرء، خاصة في ظل الضغوطات والتحديات التي قد يواجهها الصائم خلال النهار.

شرائح المجتمع الإسلامي

وأكد محمد على، أن الفتوى التي أعلنها قد أثارت جدلاً واسعًا بين شرائح المجتمع الإسلامي، حيث تعرض لهجوم كبير من بعض الأوساط التي اعتبرت التخفيف في الحكم أمرًا غير مقبول، مشددًا على أنه يتحدث بالدين وبما توصل إليه جمهور العلماء من آراء شرعية، وأنه لا يتراجع عن مواقفه رغم الانتقادات الموجهة إليه. ولا سيما الهدف الأساسي من تصريحاته هو رفع مستوى الوعي الشرعي لدى المسلمين وتبديد اللبس الذي قد يطرأ نتيجة النسيان العرضي أثناء نهار رمضان.

الضعف البشري

وأشار الداعية، إلى أن الإسلام دين يراعي طبيعة الإنسان، وأن النسيان الذي يحدث دون قصد لا يُعد بمثابة معصية تستوجب العقاب، بل ينبغي النظر إليه من زاوية الضعف البشري الذي قد يتعرض له أي فرد، مشيرًا إلى أن مثل هذه الحالات تُظهر مدى رحمة الإسلام وتيسيره، حيث لا يُستوجب على المسلم تحميل نفسه ما لا يُطاق إذا وقع في خطأ بسيط ناتج عن النسيان.

تناول الطعام والشراب

وفي هذا السياق، تناول الدكتور محمد على مسألة مقارنة الجماع بتصرفات أخرى قد يقع فيها الصائم، مثل تناول الطعام والشراب نهار رمضان دون قصد أثناء النسيان، موضحًا أن استمرار الصيام في هذه الحالات يعد خيارًا مبينًا في الشريعة الإسلامية، إذ أن المقصود من الفتوى هو تسليط الضوء على أن الخطأ غير المتعمد لا يُستوجب العقوبة الشرعية، بل يستوجب تفهم الحالة والنية الصافية.

التثبت والوعي

ودعا الدكتور محمد علي، المسلمين إلى التثبت والوعي أثناء ممارسة العبادات، مؤكدًا أن الدين دين الرحمة والتيسير، مضيفًا: "إن النسيان أمر إنساني بحت، وفي حال وقع بغير قصد، فلا ينبغي للمسلم أن يُثقل كاهله بما لا يستطيع تحمله". بهذا التصريح، يبقى النقاش مفتوحًا بين العلماء حول بعض التفاصيل الدقيقة، لكن يبقى رأي جمهور العلماء القائم على تسهيل العبادة والاعتراف بضعف النسيان البشري هو الرأي السائد في هذا الشأن.

تم نسخ الرابط