اغتيال قادة الحرس الثوري.. سمير فرج يكشف تفاصيل العمليات السرية والاختراق

في تصريحات قوية خلال لقائه ببرنامج "المختصر المفيد" على قناة "نيوز رووم"، كشف اللواء الدكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي العسكري، تفاصيل عملية تصفية رئيس أركان الحرس الثوري الإيراني داخل منزله ، مؤكدًا أن ما حدث يعكس وجود شبكات تجسس وعملاء نشطين داخل الأراضي الإيرانية.
وأوضح اللواء سمير فرج ، أن هذه العمليات لا يمكن أن تتم دون تعاون من الداخل، مشيرًا إلى أن وجود عدد كبير من العملاء ضمن المنظومة الإيرانية نفسها هو ما يفسر الدقة في تنفيذ تلك الاغتيالات.
اغتيال إسماعيل هنية
وفي إطار حديثه عن التوغل الاستخباراتي الإسرائيلي ، استشهد سمير فرج بحادث اغتيال نجل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي وصفه بأنه دليل حي على مدى التغلغل الأمني داخل إيران ، قائًلا: "تم اغتياله داخل دار المحاربين القدامى، بقنبلة من نوع خاص زُرعت داخل فراشه، ما يعني أن من نفّذ لديه قدرة اختراق غير مسبوقة".
وأشار سمير فرج إلى أن العملية كانت محسوبة بدقة بالغة، وتمت دون إثارة ضجيج، ما يعكس مستوى عالٍ من التنسيق والمعلومات الاستخباراتية المتقدمة.
فضيحة أمنية من العيار الثقيل
وأضاف سمير فرج أن إسرائيل نجحت خلال العام ونصف الماضيين في تنفيذ خطة تصفية ممنهجة لقيادات إيرانية رفيعة، شملت نحو 70 شخصية بارزة، بينهم 7 علماء متخصصين في تخصيب اليورانيوم، مؤكدًا أن هذه العمليات شكّلت فضيحة أمن قومي كبيرة لطهران، ووجهت ضربة قاسية لبرامجها النووية.
وأوضح سمير فرج أن تلك الاغتيالات لا تحدث بشكل عشوائي، بل هي جزء من مخطط استراتيجي وضعته إسرائيل، ونفذته من خلال شبكات عملاء مدربة ومجموعات خاصة ذات قدرات استخباراتية عالية.

استمرار الحرب السرية
شدد سمير فرج على أن ما يجري على الأراضي الإيرانية هو نوع جديد من الحرب غير التقليدية، تقوم على المعلومات، والاختراق، والتصفية الموجهة، وقال: "هذه الخطة لم تبدأ اليوم، بل هي قيد التنفيذ منذ أكثر من عام ونصف، بتخطيط دقيق ودعم استخباراتي كبير".
وأكد سمير فرج أن استمرار مثل هذه العمليات يثبت أن الداخل الإيراني لم يعد محصنًا، وأن هناك تغيرًا في قواعد اللعبة الأمنية، خصوصًا في ظل عجز طهران عن كشف أو إحباط تلك العمليات بشكل مبكر.

اختراق يهدد أمن إيران
واختتم اللواء سمير فرج حديثه بالتأكيد على أن ما يجري هو تغيير جذري في ميزان القوى الاستخباراتية في المنطقة، حيث لم تعد إيران قادرة على حماية أبرز قادتها داخل أراضيها، قائًلا: "تكرار عمليات الاغتيال بدقة شديدة يكشف عن ثغرات خطيرة في الأمن الإيراني، ما يُنذر بتداعيات كبرى على المستوىين العسكري والسياسي في المستقبل القريب".