عاجل

خالد الجندي: نحن في امتحان دائم .. والقلوب تموت حين نألف الكوارث

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الحياة بكل تفاصيلها ما هي إلا سلسلة متواصلة من الفتن والابتلاءات، وأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الموت والحياة عبثًا أو لهوا، بل كما جاء في مطلع سورة الملك: "ليبلوكم أيكم أحسن عملاً"، في إشارة صريحة إلى أن الغاية من الوجود هي الاختبار والتقويم، وليس الترف والانغماس في الشهوات.

جاءت تصريحات خالد الجندي خلال حلقته ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، يوم الثلاثاء، حيث تحدث بإسهاب عن خطورة غفلة القلوب وسط دوامة الأحداث اليومية، محذرًا من أن الفتن باتت تحاصر الإنسان من كل اتجاه.

بداية لاختبار جديد

وأوضح خالد الجندي أن كل يوم يمر على الإنسان هو اختبار إلهي جديد، تتعدد صوره بين الصحة والمرض، الغنى والفقر، الاستقرار والفوضى، بل حتى متابعة الأخبار اليومية أصبحت جزءًا من الابتلاء، حيث قال: "أصبح الناس يتابعون نشرات الأخبار كما لو كانت نشرات للرعب، اعتادوا على سماع أخبار القتل والدمار، وكأنهم يعيشون في مقبرة، فلا الدماء تزعجهم، ولا الموت يحرك فيهم ساكنًا".

وأشار خالد الجندي، إلى أن خطورة هذا الاعتياد تكمن في ما وصفه بـ*"موت القلوب"*، وهي حالة فقدان الإحساس بالقيم والرحمة والتفاعل الإنساني مع المآسي.

أن تعتاد الموت فلا تهتز

وحذر خالد الجندي،  من ظاهرة بلادة المشاعر واللامبالاة التي باتت تصيب المجتمعات المعاصرة، وقال: "الخطر الحقيقي ليس أن تموت، بل أن تعيش ميت القلب.. أن تمر بجوار الدماء ولا تهتز، أن ترى الظلم ولا تنكر، أن تصبح مشاهد المآسي مألوفة لا تُبكي ولا تُفزع".

وأوضح خالد الجندي، أن هذا التبلد ليس فقط أزمة إنسانية، بل هو علامة على ضعف الإيمان وغياب الروح، داعيًا الناس إلى أن يُعيدوا إحياء قلوبهم بالإيمان والخشوع.

العلاج يبدأ من قيام الليل 

وشدد خالد الجندي، على أن الطريق للنجاة من هذه الفتن لا يكون إلا من خلال العودة الصادقة إلى الله، والتسلح بالعبادات الخاشعة، قائلًا: "العلاج يبدأ من قيام الليل، وصلاة الفجر، وقراءة القرآن، وذكر الله، هذه الأعمال تُبقي القلب حيًا مهما اشتدت المحن".

وأضاف الجندي، أن الفتن لن تنتهي ما دامت السماوات والأرض، ولكن على المؤمن أن يُوطِّن نفسه للثبات والصبر، وأن يُعدّ قلبه لمواجهة فتن الزمان، سواء كانت في الدين أو في الدنيا.

الشيخ خالد الجندي 
الشيخ خالد الجندي 

الابتلاء بالخير والشر

اختتم خالد الجندي ، حديثه بتذكير المشاهدين بأن الله يختبر عباده بالخير كما بالشر، وليس بالضراء وحدها، مؤكدًا أن الغرض من ذلك هو تمييز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب، وتمييز من يرجو لقاء الله ممن غفل عنه.

وقال خالد الجندي: "الثبات في زمن الفتن هو أعظم الجهاد، وإن نجاة القلوب وسط هذه الأمواج المتلاطمة لا تتحقق إلا بالتقوى واليقين بالله".

تم نسخ الرابط