عاتكة المخزومية.. زوجة الشهداء ورفيقة الإمام الحسين وشاهدة على مأساة كربلاء

ضمن مبادرة "المرأة في الإسلام"، التي تطلقها منظمة خريجي الأزهر للتعريف بالشخصيات النسائية البارزة في التاريخ الإسلامي، خلال شهر رمضان المبارك، يستعرض موقع "نيوز رووم" سيرة عاتكة المخزومية، وهي شاعرة من شاعرات العرب.
من هي عاتكة المخزومية
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، هي واحدة من أشهر نساء العرب في صدر الإسلام، وشاعرة من شاعرات العرب، وُلدت في بيت عريق عُرف بالإيمان والتقوى، والدها زيد بن عمرو كان أحد الموحدين الذين رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية، وكان يبحث عن الدين الحق قبل ظهور الإسلام.
كانت عاتكة من الذين هاجروا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت من أوائل النساء المسلمات اللاتي حملن همّ الدعوة الإسلامية، امتازت بجمالها الفائق وذكائها الحاد، مما جعلها محط أنظار الصحابة، لكنها عُرفت أيضًا بأنها "المرأة التي لا يعيش لها زوج"، إذ قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه " من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة هذا لانها ما تزوجت أحداً إلا واستشهد".
أزواجها الأربعة وشهادتهم في سبيل الله
تزوجت عاتكة المخزومية أربعة من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، واستُشهدوا جميعًا أثناء الجهاد.
كان أول أزواجها عبد الله بن أبي بكر الصديق، لكنها فقدته بعد إصابته بجراح في معركة الطائف، حيث ظل يعاني منها حتى وافته المنية.
وبعد وفاة عبد الله، تزوجها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، لكنها لم تلبث أن فقدته أيضًا بعد أن استشهد على يد أبي لؤلؤة المجوسي أثناء صلاته في المسجد.
وبعد استشهاد عمر بن الخطاب، تزوجها الصحابي الجليل الزبير بن العوام، أحد العشرة المبشرين بالجنة. لم يدم زواجهما طويلًا، فقد استشهد الزبير في معركة الجمل، ليتكرر المشهد الحزين في حياة عاتكة.
كان الحسين بن علي، سبط رسول الله ﷺ، هو آخر أزواجها، وارتبطت به بعد استشهاد الزبير، لكنها لم تلبث أن فقدته أيضًا في حادثة كربلاء، وبعد استشهاده، كانت أول من رفعت رأسه الطاهر من التراب، وهي تذرف الدموع وتلعن قاتليه ومن ساندهم أو رضي بفعلهم.
وعرفت عاتكة بشاعريتها القوية، فقد كانت تنظم الشعر في رثاء أزواجها في لحظة وداعها للحسين، انطلقت كلماتها المليئة بالحزن والأسى، حيث قالت:
"وحسيناً، فلا نسيت حسينا
أقصدته أسنة الأعداء
غادروه بكربلاء صريعاً
جادت المزن في ذرى كربلاء"
وفاؤها وتأيمها بعد الحسين
وبعد استشهاد الحسين، قررت عاتكة عدم الزواج مجددًا، ورفضت كل من تقدّم لها، حتى أن مروان بن الحكم خطبها بعد الواقعة، لكنها رفضته قائلة: "ما كنت لاتخذ حمأً بعد رسول الله"، في إشارة إلى وفائها لأهل البيت.
استمرت عاتكة في حياتها بعد الحسين، تعيش على ذكراه، حتى وافتها المنية عام 40 هجرية.