لا ينشر
الزبدة تعود إلى الواجهة.. دراسة تربطها بانخفاض خطر السكري وأمراض القلب

لطالما اعتُبرت الزبدة عدوة للصحة في التوصيات الغذائية الشائعة منذ منتصف القرن الماضي، حيث ارتبطت في الوعي العام والرسمي بارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب، لكن اليوم، تأتي دراسة علمية جديدة لتقلب هذا الاعتقاد رأسًا على عقب، إذ تُشير إلى أن تناول الزبدة بكميات معتدلة قد يكون مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
نتائج غير متوقعة من جامعة بوسطن
الدراسة الصادرة عن جامعة بوسطن الأميركية، والمنشورة في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية، كشفت أن تناول نحو 5 غرامات من الزبدة يوميًا – ما يعادل ملعقة شاي صغيرة – كان مرتبطًا بانخفاض خطر السكري بنسبة تصل إلى 31% مقارنة بأولئك الذين يتجنبون تناول الزبدة تمامًا.
كما لاحظ الباحثون أن الزبدة تساهم في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، وتُسهم في تقليل الدهون الضارة التي تُعرف بدورها في التسبب بانسداد الشرايين ومشاكل القلب المختلفة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
المارجرين في دائرة الشك
الوجه الآخر الصادم للدراسة يكمن في النتائج المتعلقة بـ السمن النباتي المعروف بالمارجرين، والذي طالما اعتُبر بديلاً "صحيًا" للزبدة لعقود. ووفق الدراسة، فإن تناول المارجرين كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالسكري بنسبة تجاوزت 40%، وارتفاع في خطر أمراض القلب بنسبة 30%.
يرى الباحثون أن هذا التأثير السلبي يعود إلى الدهون المتحولة التي كانت تُستخدم سابقًا في تصنيع المارجرين، والتي أُدرجت ضمن المكونات الضارة منذ سبعينيات القرن الماضي، قبل أن تبدأ الجهات الصحية في الحد منها أو حظرها في العديد من الدول.
إعادة تقييم الخطاب الغذائي القديم
منذ الستينيات، تربّع الخوف من الدهون المشبعة على رأس التوصيات الغذائية، إذ رُبط استهلاكها بارتفاع معدلات أمراض القلب، وعلى إثر ذلك، تم ترويج الزيوت النباتية والمارجرين كبدائل أكثر أمانًا.
لكن في العقدين الأخيرين، بدأت الأوساط العلمية في مراجعة هذا النهج، إذ ظهرت دراسات جديدة تدعو إلى التمييز بين أنواع الدهون، وتُظهر أن الدهون المشبعة الطبيعية – كالتي في الزبدة – لا تحمل نفس الأضرار التي تُسببها الدهون الصناعية المهدرجة.
رسالة توازن: لا للمبالغة.. ولا للحرمان
رغم النتائج الإيجابية، يُشدد الباحثون على أن الدراسة لا تُشجع على الإفراط في تناول الزبدة، بل تدعو إلى إدخالها بكميات مدروسة ضمن نظام غذائي متوازن، إلى جانب الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية.
ويختم التقرير بالتأكيد على أن هذه النتائج يجب أن تُسهم في إعادة صياغة التصورات الغذائية السائدة، لا سيما تلك التي تُطلق أحكامًا مطلقة حول مكونات معينة دون النظر إلى طبيعتها، مصادرها، أو كميتها المستهلكة.
- الزبدة قد تقلل خطر السكري وأمراض القلب بنسبة ملحوظة عند تناولها بكميات معتدلة.
- المارجرين (السمن النباتي) قد يرفع خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب بسبب الدهون المتحولة.
- النتائج تدعو إلى إعادة تقييم التوصيات القديمة وتبنّي نظرة غذائية أكثر توازنًا وتمييزًا.