خبير يكشف حقائق مثيرة عن «لعنة» نقل قناع الملك توت عنخ آمون

لطالما سُحِر الغرب بفكرة "لعنة الفراعنة" أو "لعنة المومياء"، وهي مفاهيم واهية تفتقر إلى أي إثبات علمي، هذه الترهات لا تزال تثير الجدل، خاصة فيما يتعلق بالملك الذهبي توت عنخ آمون.
تفنيد خرافة اللعنة وموت اللورد كارنارفون
ومن ناحيته قال بسام الشماع المرشد السياحي والمؤرخ المعروف، في تصريحات إلى نيوز رووم، شاع أن "لعنة توت عنخ آمون" كانت سبب وفاة اللورد جورج هربرت، المعروف باللورد كارنارفون، ممول أربعة مواسم تنقيب بقيادة المنقب الإنجليزي هوارد كارتر على مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك.
وتوفي كارنارفون بعد ستة أشهر فقط من الاكتشاف، مما أثار ضجة إعلامية كبيرة. تزعم الأقاويل أن الأنوار خفتت في القاهرة وانقطع التيار الكهربائي لحظة وفاته، وأن كلبته "سوزي" ذات الأرجل الثلاثة عوت في بريطانيا ثم سقطت صريعة.
صحة كارنارفون
في الواقع، كانت صحة كارنارفون معتلة أساساً، وتوفي عن عمر 57 عاماً، ويُرجح أن وفاته نتجت عن مضاعفات لدغة بعوضة. أما مكتشف المقبرة، هوارد كارتر، فقد توفي عام 1939 عن عمر 64 عاماً. كما توفي الجراح دوغلاس ديري، الذي استدعاه كارتر لفصل المومياء، عن 87 عاماً. وحتى إيفيلين هربرت، ابنة اللورد كارنارفون وأول من دخل المقبرة من الجمهور، توفيت عام 1980 عن 79 عاماً. لم يصب أي منهم بـ"لعنة توت عنخ آمون" المزعومة.
"الجراح" ديري وإتلاف المومياء
من الحقائق الصادمة أن مومياء توت عنخ آمون وبقاياه البشرية تعرضت للإتلاف على يد الدكتور دوغلاس ديري، الذي أطلق عليه البعض لقب "الدكتور الجزار". فقد اشترك ديري مع كارتر في تحطيم وتقطيع وبتر أجزاء من المومياء لفصلها عن التوابيت واللفائف الكتانية القطعة الملتصقة بالجثمان، وقاما بتقطيع المومياء إلى أجزاء منفصلة، بما في ذلك بتر الرأس عن الجسد.
يُذكر أن ديري استخدم سكاكين ساخنة لفصل رأس المومياء عن القناع الذهبي الجنائزي. وقد اضطر المصور المتخصص "بيرتون" إلى وضع قطن أبيض عند أسفل رقبة المومياء لتغطية آثار عملية الفصل في الصور، وفي صور أخرى يلاحظ احتمال تعتيم منطقة الرقبة لإخفاء انفصال الرأس عن الجسد.
ألغاز أبواق توت عنخ آمون
من بين الغرائب المحيطة بهذا الملك المثير للجدل، نفيريه (بوقيه البرونزي والفضي). لقد فشلت محاولة للعزف عليه أمام الملك فاروق في الماضي بسبب عطب أصاب النفير.
لكن في عام 1939، نجح ركس كيتينج، أحد رواد الراديو في إنجلترا، في إقناع مسؤولي المتحف المصري بالعزف على النفيرين في المتحف، ليتمكن حوالي 150 مليون مستمع من الاستماع إليهما عبر إذاعة "بي بي سي" بعد ظهيرة أحد الأيام.
قبل خمس دقائق من بدء العزف، وقعت حادثة غريبة: انطفأت الإضاءة والفوانيس التي كان يحملها المراقبون، وغرق المتحف في ظلام دامس. بعد إشعال الشموع، قام جيمس تابيرن بالعزف على النفيرين بنجاح منقطع النظير، وأصدرا صوتاً عالياً جداً في جمل موسيقية كاملة تضاهي أفضل النوتات الموسيقية الحديثة. من الغريب أن ابن جيمس تابيرن لم يستمع إلى تسجيل والده إلا بعد سنوات عديدة، حيث كسرت الأسطوانة أثناء نقلها إلى المنزل.
لقد تم العزف على النفيرين لأول مرة بعد 3266 عاماً من وفاة الملك الذهبي توت عنخ آمون (الذي توفي عام 1327 قبل الميلاد)، وكان ذلك التسجيل في عام 1939.
دعوة لتصحيح الاسم وتسويق الحدث
ودعا الشماع إلى تسويق حدث العزف على النفيرين، أو البوقين، مرة أخرى في المتحف المصري الكبير، ليصبح تقليدًا احتفاليًا سياحيًا سنويًا يهدف إلى جذب السياحة وتثقيف الشعب المصري.
تجدر الإشارة إلى أنه أثناء اقتحام وسرقة المتحف المصري بالتحرير في 28 يناير 2011، تمت سرقة بوق توت عنخ آمون البرونزي المذهب من الدور العلوي، بينما لم يسرق البوق الفضي لأنه كان في رحلة متحفية بالخارج. ولاحقاً، تمت استعادة البوق المسروق في ظروف غاية في الغرابة والغموض، حيث عُثر عليه في حقيبة مع ثلاث قطع مسروقة أخرى بمحطة مترو أنفاق بالقاهرة.
كما طالب الشماع عبر نيوز رووم، وزارة التربية والتعليم ووسائل الإعلام المختلفة، بتصحيح اسم الملك الشاب في الكتب الدراسية من "توت عنخ آمون" إلى "توت عنخ إمن"، وهي التسمية الهيروغليفية الصحيحة.