حُكم الصيام في شهر رمضان على غير طهارة.. وما هي أنواعها؟

يعد الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، حيث يمتنع المسلم عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
تتعدد جوانب الصيام في الشريعة الإسلامية، ومن بين هذه الجوانب تتناول المسائل التي تتعلق بنقاء الصيام من أي أمر قد يؤثر عليه، مثل النجاسة، والسؤال حول ما إذا كانت النجاسة تؤثر في صحة الصيام من الأسئلة التي تهم المسلم في شهر رمضان وغيره من أوقات الصيام.
النجاسة في الإسلام تعني الأوساخ أو الأشياء التي تعتبر غير طاهرة في الشريعة الإسلامية، سواء كانت مادية كالبول والغائط أو معنوية كالأمور المحرمة التي تلوث القلب، ولذلك، فإن معرفة تأثير النجاسة على الصيام أمر مهم لضمان صحة العبادة.
حُكم الصيام في شهر رمضان على غير طهارة.. وما هي أنواعها؟
سنتناول في هذا التقرير الحُكم الشرعي المتعلق بالنجاسة أثناء الصيام، وكيفية التعامل معها وفقًا للأدلة الشرعية، وذلك عبر موقعكم المفضل "نيوز رووم".
النجاسة وتأثيرها على الصيام
في الشريعة الإسلامية، يشمل الصيام الامتناع عن عدة أشياء، أبرزها الطعام والشراب والجماع، لكن قد يُطرح تساؤل حول ما إذا كانت النجاسة، سواء كانت في الجسم أو الملابس أو الطعام، تؤثر على صحة الصيام.
النجاسة على الجسم أو الملابس
أ. النجاسة الظاهرة (مثل البول أو الغائط)
- إذا كانت النجاسة على الجسم أو الملابس وكانت واضحة للعيان، فيجب على المسلم تطهير نفسه منها قبل الشروع في الصلاة أو الصيام، حيث أن الطهارة شرط أساسي لصحة الصلاة، لكنها ليست شرطًا لصحة الصيام.
- فمثلاً، إذا وجد المسلم نجاسة على جسده أو ملابسه في وقت الصيام، يجب عليه غسل نفسه وتنظيف ملابسه، لكن إذا لم يتمكن من تنظيف نفسه أثناء ساعات الصيام بسبب وجود النجاسة، فلا تؤثر النجاسة على صحة الصيام ما دام أن المسلم لم يتناول أو يشرب شيء يتعلق بالنجاسة.
- في حال وجود نجاسة على الجسم أو الملابس خلال فترة الصيام، مثل النجاسة التي قد تظهر أثناء اليوم بسبب حادث مفاجئ، فإنه لا يؤثر ذلك في صحة الصيام، طالما أن المسلم لم يتناول الطعام أو الشراب أو يقم بأي فعل يُفسد الصيام.
النجاسة داخل الطعام أو الشراب
- من أهم القضايا التي تُثار في مسألة النجاسة خلال الصيام هي وجود نجاسة داخل الطعام أو الشراب، إذا تناول المسلم طعامًا أو شرابًا يحتوي على نجاسة كجزء من المكونات أو بسبب تلوثه، فإن ذلك يؤثر في صحة الصيام.
- على سبيل المثال، إذا كان الطعام ملوثًا بالدم أو أي مادة نجسة أخرى، وتناوله الصائم عن جهل، فإن صيامه يبطل ويجب عليه قضاء اليوم.
النجاسة أثناء الجماع
- الجماع من المفطرات المعلومة في الصيام، إذا حدث الجماع بين الزوجين في نهار رمضان، فإن هذا يفسد الصيام ويجب على الزوجين التوبة وقضاء ذلك اليوم.
- أما بالنسبة للنجاسة التي تحدث أثناء الجماع، مثل القذف أو الإفرازات الجنسية، فإن ذلك أيضًا يفسد الصيام، لكن، إذا كان الجماع قد تم خلال الليل أي قبل أذان الفجر، فلا يؤثر ذلك على الصيام لأن الجماع لا يُفسد إلا إذا حدث في نهار رمضان.
المسائل الفقهية المتعلقة بالنجاسة والصيام
هناك بعض المسائل الفقهية التي تحتاج إلى توضيح حول تأثير النجاسة على الصيام، وسنعرض بعضها على النحو التالي:
إذا دخلت النجاسة إلى الجسم
- إذا دخلت مادة نجسة إلى داخل الجسم، مثل تناول طعام يحتوي على نجاسة أو شرب ماء ملوث بالنجاسة، فإن ذلك يبطل الصيام، من هنا، يجب على المسلم أن يكون حذرًا في التأكد من طهارة الطعام والشراب قبل تناولها.
إذا لامست النجاسة جلد الإنسان
- في حال كانت النجاسة قد لامست الجلد، فإن ذلك لا يُفسد الصيام، بل يجب على المسلم تطهير الجلد والملابس، إذا لم يتمكن من تطهير نفسه، يبقى الصيام صحيحًا ولكن يُفضل أن يتم التنظيف في أقرب وقت.
الطواف حول الكعبة والصيام
- من الأمور التي قد يتساءل عنها المسلمون أيضًا هي ما إذا كانت النجاسة تؤثر على الصيام أثناء الطواف حول الكعب، إن الطواف لا يفسد الصيام، لكن على المسلم أن يكون طاهرًا من النجاسة أثناء الطواف.
النجاسة المعنوية وأثرها في الصيام
لا تقتصر النجاسة في الإسلام على الأمور المادية فحسب، بل تشمل أيضًا النجاسات المعنوية كالمعاصي والآثام، المسلم الذي يرتكب المعاصي أثناء صيامه قد يؤثر ذلك على روح الصيام، حتى وإن لم يفسد صيامه الفعلي.
الكذب والغيبة والنميمة
- الكذب والغيبة والنميمة هي من الأعمال التي تنقص من أجر الصيام ولا تُبطله، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”، يشير هذا الحديث إلى أن صيام المسلم لا يُقبل إذا كان مشوبًا بالأعمال السيئة مثل الكذب والغيبة.
النيات غير الصافية
- إذا صام المسلم لأغراض دنيوية مثل الرياء أو لتحقيق مصلحة دنيوية، فقد يفقد صيامه روحه، حتى وإن كان صيامه صحيحًا من الناحية الفقهية.