أقل قسوة.. خبير بيئي يزف خبرا سارا بشأن طقس الصيف (فيديو)

قال الدكتور تحسين شعلة، خبير البيئة والمناخ، إن صيف هذا العام مختلف كليًا عن صيف العام الماضي، حيث يشهد طقسًا أكثر اعتدالًا واستقرارًا، وسط غياب التطرفات المناخية التي عانت منها البلاد سابقًا.
طقس الصيف
وطمأن خلال حواره المذاع عبر فضائية "صدى البلد" المواطنين، قائلًا: "أطمئن الجميع أن درجات الحرارة خلال صيف 2025 لن تتجاوز 37 درجة مئوية في أقصى حالاتها، ولن نشهد موجات حر طويلة أو مستمرة كما حدث العام الماضي".
وأشار إلى أن الفارق الأساسي هذا العام هو اعتدال الطقس الليلي ما يساعد في تحسين الأجواء خلال ساعات النهار، مضيفًا: "طالما هناك تبريد ليلي، فإن حرارة النهار تكون أكثر احتمالًا، وهذا ما نشهده فعليًا منذ بداية يونيو".
موجات حر قصيرة
ولفت شعلة إلى أن موجات الحر التي قد تظهر ستكون قصيرة المدى ولا تتعدى يومًا أو يومين، ولن تصاحبها ارتفاعات مفاجئة أو غير مسبوقة في درجات الحرارة.
وأشار إلى أن الطقس المعتدل الذي يشعر به المواطنون في فترات الصباح الباكر دليل على الاستقرار الحراري، مؤكدًا: "هذا التوازن في درجات الحرارة يثبت أن صيف هذا العام أقل قسوة وأكثر راحة من سابقه".
واختتم شعلة حديثه بالتشديد على أن البيئة المناخية في مصر هذا الصيف تسير في اتجاه مطمئن، قائلاً: "لا توجد مؤشرات تدل على تطرف مناخي خلال هذا الموسم، وعلينا استثمار ذلك في تعزيز وعي المواطنين حول التغيرات المناخية وأثرها طويل المدى".
ومن ناحية أخرى، عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لقاءا ثنائيا مع السيدة أستريد شوميكر الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي CBD، وذلك ضمن سلسلة لقاءاتها الثنائية على هامش مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات UNOC3 المنعقد بمدينة نيس الفرنسية خلال الفترة من 9 إلى 13 يونيو 2025.
في بداية اللقاء، تلقت الدكتورة ياسمين فؤاد التهنئة من السيدة أستريد شوميكر على توليها منصب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة للتصحر، والذي يعد فرصة مميزة للاستفادة من خبرات وزيرة البيئة في تعزيز التآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث ( التنوع البيولوجي والمناخ والتصحر ) والذين انطلقوا معا في 1992، وذلك للربط بين جهود تحقيق الأهداف المنشودة لهم بما يساهم في تحقيق الاستدامة.
وقد استعرضت وزيرة البيئة خلال اللقاء بعض جهود مصر في مجال صون التنوع البيولوجي ومنها العمل على الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي واستراتيجية تمويل التنوع البيولوجي، والاعتماد على مصادر أخرى الى جانب الآلية المعتادة وهى مرفق البيئة العالمية في تنفيذ اهداف التنوع البيولوجي، ومنها توسيع قاعدة المحميات البحرية، حيث تعمل مصر على إعلان منطقة ساحل البحر الأحمر المصري بالكامل كمنطقة محمية، بما يساهم في زيادة حصة مصر من المحميات الطبيعية من 15% من مساحة أراضيها إلى 22%، وذلك بعد عامين من اجراء الدراسات اللازمة، كنتاج للمبادرة المصرية للبحر الأحمر، ويتم حشد الموارد مع تأمين استثمارات القطاع الخاص لتنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة المستفيدة من صون الشعاب المرجانية.
وأشارت وزيرة البيئة إلى ان فكرة الربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي تم تسليط الضوء عليها خلال يوم التنوع البيولوجي بمؤتمر المناخ بشرم الشيخ COP27 ثم في مؤتمر اتفاقية التنوع البيولوجي COP15 بمونتريال حيث خرج الاطار العالمي الجديد للتنوع البيولوجي ليربط بين المناخ والتنوع البيولوجي . كما شهد مؤتمر المناخ COP27 إطلاق مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة بالشراكة مع ألمانيا، حيث استثمرت مصر الكثير من الجهد في هذه المبادرة وتنفيذ الأنشطة المتعلقة بها، ومنها إطلاق تقريرين احدهما حول تأثيرات تغير المناخ والآخر معني بافضل الممارسات وقصص النجاح، وخلال الأيام القادمة سيعقد اجتماع مع شركاء المبادرة للوقوف على آليات المضي قدما.
كما تحدثت وزيرة البيئة عن جهود مصر في بناء المناخ الداعم لتوطين فكرة السياحة البيئية المستدامة، بالتعاون بين وزارتي البيئة والسياحة سواء على مستوى المجتمعات المحلية او توفير الأدلة الإرشادية للسياحة البيئية، ودراسات تقييم الأثر البيئي الاجتماعي الاستراتيجي للساحل الشمالي والبحر الأحمر ، ووضع خطط الاستخدام الأمثل للمناطق الجديدة بالبحر الأحمر والتي منها مناطق محمية وفرص الاستثمار البيئي بها.
ولفتت د. ياسمين فؤاد إلى دور القطاع البنكي في تقليل مخاطر الاستثمار في التنوع البيولوجي، بما يشجع القطاع الخاص على ضخ مزيد من الاستثمارات في صون الموارد الطبيعية، مع ضرورة عقد الشراكات مع الجهات المانحة لتنفيذ اهداف الاتفاقيات الثلاث، بالإضافة إلى إمكانية العمل على تقديم النماذج التي تحقق التآزر بين الاتفاقيات الثلاث بما يحقق قيمة مضافة للاستثمار للقطاع الخاص، مثل مشروعات الزراعة المستدامة والذكية مناخيا، والصيد المستدام، بما يخدم المناخ وبخفض الانبعاثات، ويفيد في تنفيذ اهداف الاطار العالمي الجديد للتنوع البيولوجي، وتحقيق نحو الحياد الكربوني في الأراضي والحد من تدهور الأراضي والتصحر.