عاجل

خبير سياسي: ترامب يبعث بإشارات متضاربة لكسب الوقت قبل التفاوض

ترامب
ترامب

أكد الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن إسرائيل تسعى منذ اليوم الأول للصراع إلى توسيع دائرة الحرب، وجرّ الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى ساحة العمليات العسكرية بشكل أكبر.

إسرائيل تدرك أنها لن تستطيع الصمود أمام إيران 

وقال عبد الوهاب، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" المذاع على قناة ON، إن "إسرائيل تدرك أنها لن تستطيع الصمود أمام إيران في مدى زمني ممتد، ولذلك تسعى لإطالة أمد الحرب من خلال الدعم الأمريكي".

وأوضح، أن تل أبيب رغم دعمها الأمريكي – سواء كان مباشرًا أو غير مباشر – لن تتحمل أكثر من أسبوع إلى عشرة أيام من القتال المستمر، خاصة في ظل تزايد الغضب الشعبي داخل إسرائيل، والدقة المتزايدة في الضربات الإيرانية على أهداف نوعية داخل العمق الإسرائيلي.

وأشار عبد الوهاب، إلى أن إيران، على النقيض، لا ترغب في توسيع الحرب، لكنها قد تُجبر على ذلك في حال استمرار الاستفزازات، مضيفًا أن "صمود طهران سيغير المعادلة الإقليمية برمتها، ويعيد التوازن إلى المنطقة بطريقة لا تخدم الطموح الإسرائيلي".

وفيما يتعلق بمواقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قال عبد الوهاب إن "تصريحاته متضاربة كعادته منذ وصوله للسلطة، ويبدو أنه يحاول كسب الوقت دون تدخل مباشر، على أمل التفاوض مع إيران في وقت لاحق، عندما تكون أكثر تقبلاً للشروط الأمريكية، ويكون نتنياهو أيضًا أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات".

وتوقع عبد الوهاب، أن تستمر الحرب نحو عشرة أيام إذا ظل نمط "الكر والفر" في الضربات المتبادلة، مشددًا على أن "نجاح إيران في الصمود سيكون له تأثير إستراتيجي كبير، وينهي – ولو مؤقتًا – حلم إسرائيل الكبير بالهيمنة الإقليمية".

ومن ناحية أخرى، قال رامي جبر، مراسل قناة القاهرة الإخبارية في واشنطن، إن تقارير أمريكية كشفت عن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، رغم الدعم التقليدي الذي تُظهره واشنطن لإسرائيل.

وأضاف جبر، خلال مداخلة مع الإعلامية رغدة أبو ليلة، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الخطة نُقلت إلى ترامب من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أن ترامب رفضها بدعوى أن إيران لم تهاجم أمريكيين بشكل مباشر، وبالتالي لا مبرر لاستهداف قياداتها السياسية أو الدينية.

وأوضح، أن هذا الموقف يتماشى مع نهج ترامب المعلن حاليًا، إذ دعا خلال اليومين الماضيين إلى وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، مشبّهًا الوضع باتفاق السلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين الهند وباكستان، وكان الدافع الرئيسي له الاقتصاد والتجارة.

وأشار جبر، إلى أن ترامب نفى أكثر من مرة أي علاقة للولايات المتحدة بالهجمات الأخيرة التي استهدفت إيران، مؤكدًا أن بلاده لن تدخل في مواجهة مباشرة إلا في حال استهداف إيران للمصالح أو المواطنين الأمريكيين، ملوّحًا في الوقت نفسه باستخدام «قوة غير مسبوقة» إذا حدث ذلك.

وحول ردود الفعل السياسية داخل الولايات المتحدة، قال جبر إن هناك انقسامًا حادًا في الكونجرس والإدارة الأمريكية، فقد بعث عدد من أعضاء الكونجرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري برسالة إلى ترامب يعبّرون فيها عن دعمهم للضربة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، مستندين إلى معلومات حول تهديد نووي وشيك، واستمرار طهران في تخصيب اليورانيوم وانتهاك معاهدة حظر الانتشار النووي، إلى جانب اتهامات بـ«دعم الإرهاب في المنطقة» والتسبب في مقتل جنود أمريكيين خلال العام الماضي.

ومع ذلك، لم تعلن الإدارة الأمريكية الحالية دعمها العلني للهجوم الإسرائيلي، كما أنها لم تُدن الرد الإيراني على إسرائيل، وهو ما يُعد خروجًا عن السياق التقليدي للموقف الأمريكي.
 

تم نسخ الرابط