خصال المرأة الصالحة .. درس لواعظة بالأوقاف بمسجد الأمير سنان بديروط

عقدت مديرية أوقاف أسيوط لقاء إيمانيا ألقت خلاله الواعظة الدكتورة شيماء صالح عبد الحميد درسًا متميزًا بعنوان "خصال المرأة الصالحة"، حيث نسجت كلماته بخيوط من نور، ونثرت معانيه كما تنثر الزهور أريجها في صباحٍ ندِيٍّ .
استهلت الواعظة حديثها مستظلة بضياء القرآن الكريم، تالية قوله تعالى ﴿ فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ﴾ [النساء: 34]، فأرخت على الحضور ظلالَ السكينة، ومهدت لحديثها بتمهيد من نور، لتشرق في النفوس صورة المرأة المؤمنة الصالحة، التي جعلها الإسلام تاجًا على رأس الفضيلة، وركيزة في بناء مجتمعات النور والخير والعطاء.
ثم تحدثت الواعظة د شيماء صالح عن ملامح المرأة الصالحة قائلة: تلك التي لا يُقاس جمالها بزينة ظاهرها، بل بضياء باطنها، ونقاء سريرتها، وصدقها مع الله، تلك التي تعرف قدر نفسها، وتصون عرضها، وتفيض حنانًا على زوجها وأبنائها، وتكون سكنًا وسكينةً لأسرتها.
قالت الدكتورة شيماء صالح: إن المرأة الصالحة، كما علَّمنا رسولنا الكريم ﷺ، ليست مجرد شريكة في البيت، بل هي قلبه النابض، وعقله المدبّر، وروحه التي تبعث فيه الدفء والطمأنينة واستشهدت بقول الحبيب المصطفى ﷺ "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة" [ رواه مسلم]، مبينة أن الصلاح لا يكون بمظهر ولا بكلمات منمقة، بل بحياة تسكنها التقوى، وتسير فيها المرأة على هدي رسول الله ﷺ، فتكون في صمتها وقار، وفي حديثها حِكمة، وفي نظراتها حياء، وفي أفعالها إيمان ورضا.
ثم ساقت للمجلس حديثًا مهيبًا من رياض السنة النبوية، قول النبي ﷺ " إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ" [صحيح الجامع]، لتدلل على أن المرأة الصالحة لا تُقاس بثروةٍ ولا بجمال، وإنما بصدقها في العبادة، وحسن تبعلها لزوجها، وصبرها على مشاق الحياة، وحفاظها على بيتها كما يحفظ الجوهريّ أثمن كنوزه.
ثم انتقلت إلى ذكر أعظم نماذج نساء الإسلام، فذكرت خديجةَ بنت خويلد، التي كانت أول المؤمنات وأصدقهن عونًا لرسول الله ﷺ، تلك المرأة التي قدّمت المال والحنان والفكر والحب لخير خلق الله.
وتحدثت عن السيدة فاطمة الزهراء، سيدة نساء أهل الجنة، التي كانت عنوان الطهر والعفة والحياء، وجعلت من بيتها مسجدًا للعبادة، ومدرسة للخلق، وجنّة يرفرف فيها رضا الله.
وسردت الواعظة خصالًا عديدة للمرأة الصالحة، فقالت:
هي من تحفظ أسرار بيتها، وتستحيي من الله في خلوتها، وتُزين بيتها بأخلاقها قبل أثاثها، وتغزل من كلماتها حبًا وأمانًا، وتكون لأبنائها معلمة قبل أن تكون أمًّا، تزرع فيهم حبّ الله والقرآن، وترويهم بماء التقى حتى يشبّوا رجالًا ونساءً يحملون مشاعل النور في دروب الحياة.
وأكدت الواعظة أن المرأة الصالحة لا تُضعفها الأزمات، بل تزداد ثباتًا، ولا تُكسرها الأيام، بل تزداد إيمانًا، فهي عماد البيت، وحارسة الفضيلة، ومنبع الحنان، ورفيقة الدرب في طريق الجنة، تسير مع زوجها بقلوب متآلفة، وأرواحٍ مترابطة، يدًا بيد نحو رضا الله.
وختمت واعظة الأوقاف حديثها بنداء لكل فتاة: اجعلي من طاعتك لله طريقًا إلى الجنان، وكوني وردة طاهرة في بستان الفضيلة، وارفعي رأسك فخرًا بدينك، واغرسي في قلبك حبّ النبي ﷺ، وتخلقي بأخلاقه، فإن في ذلك حياةً ورفعة وسعادةً لا يقدرها إلا من ذاق حلاوة القرب من الله.