استشارية نفسية: "متلازمة داون" ليست عائقًا أمام الزواج أو تحقيق الذات

في إطار تسليط الضوء على حقوق ذوي الهمم، وخاصة أصحاب متلازمة داون، أكدت الدكتورة ندى أبو المجد، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن هؤلاء الأشخاص قادرون تمامًا على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، بما في ذلك الزواج والعمل وتحقيق الطموحات، إذا توفر لهم الدعم المناسب منذ الطفولة.
متلازمة داون
أوضحت ندى أبو المجد، خلال لقائها في برنامج "مع خيري" على شاشة قناة المحور، أن أصحاب متلازمة داون لا ينقصهم شيء يمنعهم من الزواج، مؤكدة أن الأمر يرتبط في الأساس بمدى الرعاية النفسية والاجتماعية والتعليمية التي يتلقونها منذ الولادة.
وأضافت ندى أبو المجد أن الدعم الأسري المستمر، إلى جانب تأهيلهم المبكر، يلعب دورًا محوريًا في بناء استقلالهم الذاتي، مشيرة إلى أنها شاهدت حالات عديدة لأشخاص من متلازمة داون نجحوا في الدراسة، والتحقوا بوظائف مرموقة، واستطاعوا الاعتماد على أنفسهم بصورة مبهرة.
زواج متلازمة داون
وفي حديثها عن الزواج بين ذوي متلازمة داون، شددت ندى أبو المجد على أن أساس نجاح العلاقة الزوجية لا يرتبط بوجود إعاقة من عدمها، بل يقوم على الراحة النفسية والتفاهم المتبادل بين الطرفين، مضيفة: "الزواج الناجح لا يتعلق بالإعاقة، بل بحجم الحب والدعم والتفاهم الذي يبنيه الطرفان".
حالات زواج ناجحة
كما كشفت ندى أبو المجد عن أنها شهدت بنفسها حالات زواج ناجحة لأشخاص من أصحاب متلازمة داون وأشخاص من ذوي إعاقات مختلفة، لافتة إلى أن دعم الأهل والمجتمع لهذه الزيجات يفتح أبواب الأمل أمام حياة طبيعية وسعيدة لهؤلاء الأفراد.
مفاهيم مجتمعية مغلوطة
وانتقدت ندى أبو المجد بعض المفاهيم المجتمعية المغلوطة، مشيرة إلى أن القصور لا يكمن في الإعاقة نفسها، بل في نظرة المجتمع القاصرة والتعامل غير العادل، مضيفًا: "ما ينقص البعض ليس الإعاقة، بل هو غياب الرعاية والتقدير والاحترام".
وأكدت ندى أبوالمجد أن كل إنسان بحاجة إلى المساعدة في مرحلة ما من حياته، وليس فقط ذوي الهمم، مشيرة إلى ضرورة تغيير النظرة النمطية تجاههم، والعمل على دمجهم بشكل حقيقي في المجتمع.
الجانب الإنساني
وتحدثت ندى أبو المجد عن الجانب الإنساني لدى أصحاب متلازمة داون، مشيرة إلى أنهم يتمتعون بـحس مرهف وروح طيبة، وينشرون السعادة أينما ذهبوا، قائلة: "هو إنسان جميل، كل من حوله محظوظ بوجوده، دمه خفيف وطيب، وهو خام لم تلوثه الدنيا".
واختتمت ندى أبو المجد حديثها بكشف جانب شخصي من حياتها، حيث صرّحت بأن ابنها يعاني من صعوبات تعلم، لكنه التحق بجامعة كندية بقسم الإعلام، ويعمل حاليًا مساعدًا في مدرسة دوفر.

دعم رغبة الزواج
وشددت ندى أبو المجد على أنها تدعمه في رغبته في الزواج، لأنها ترى أن تحقيقه لحلمه هو الأهم، مشيرة إلى أنها ترفض أن تفرض عليه قرارًا سواء بالزواج أو عدمه، بل تحرص على مساعدته في تحقيق ذاته، كباقي أقرانه في المجتمع.