القومي للطفولة: أطفال متلازمة داون يحتاجون لتنمية شاملة لدمجهم بالمجتمع|فيديو

قال الدكتور نور أسامة، عضو المجلس القومي للأمومة والطفولة، إن متلازمة داون تعد من أكثر الاضطرابات الجينية شيوعًا، موضحًا أنها تحدث نتيجة وجود كروموسوم زائد، ليصبح عدد الكروموسومات لدى الطفل المصاب 47 بدلاً من 46 لدى الأشخاص الطبيعيين.
وأكد نور أسامة أن هذا الخلل الجيني يؤدي إلى مجموعة من التحديات، سواء على المستوى العقلي أو الجسدي، حيث يعاني الطفل المصاب من درجات متفاوتة من التأخر العقلي، وقد يترافق ذلك مع بعض المشكلات الصحية.
وأضاف نور أسامة، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الستات"، المذاع على قناة النهار، أن نسبة الذكاء لدى الأطفال المصابين بـ متلازمة داون تكون منخفضة نسبيًا مقارنة بغيرهم، حيث يتراوح معامل ذكائهم عادة بين 50 إلى 70، في حين أن معدل الذكاء الطبيعي يتراوح بين 90 إلى 120.
تنمية المهارات حجر الأساس
وأوضح نور أسامة أن الأطفال من ذوي متلازمة داون يمكن دمجهم في المجتمع بصورة إيجابية، بشرط أن يتم التركيز على تنمية المهارات الأساسية لديهم منذ المراحل العمرية المبكرة.
وأشار نور أسامة إلى أن هذا الأمر لا يقتصر على الجانب التعليمي فحسب، بل يشمل أيضًا تطوير مهارات التواصل، والتخاطب، والحركة، والسلوكيات الاجتماعية، وهو ما يتطلب تدخلًا متعدد التخصصات يشمل الأهل والمختصين في مجالات عدة.
وأكد نور أسامة أن تدريب الأطفال على مهارات الحياة اليومية يساعدهم على الاندماج بشكل أفضل في المدرسة والمجتمع، موضحًا أن التأهيل السليم يساعدهم في الوصول إلى مستوى من الاستقلالية والاعتماد على الذات، بما يتناسب مع قدراتهم الفردية.
الأسرة شريك رئيسي
وشدد نور أسامة على أهمية الدور الأسري في التعامل مع أطفال متلازمة داون، موضحًا أن الأسرة الواعية والداعمة تُعد عنصرًا أساسيًا في رحلة تطوير الطفل وتنمية إمكانياته.
وقال نور أسامة إن الإرشاد الأسري عنصر لا غنى عنه، حيث يحتاج الوالدان إلى التوجيه المستمر من المتخصصين في كيفية التعامل مع الطفل، وتقديم الدعم النفسي له، وتفادي الأساليب السلبية التي قد تؤدي إلى تراجع حالته أو زيادة التحديات التي يواجهها.
وأكد نور أسامة أن الأسرة مطالبة بالانخراط في برامج التدريب والتأهيل، إلى جانب تخصيص وقت كافٍ للأنشطة التعليمية والترفيهية التي تعزز من ثقة الطفل بنفسه، وترسخ لديه الشعور بالقبول والانتماء.

التأهيل الطبي والتعليمي
وفي السياق نفسه، أوضح نور أسامة أن برامج العلاج الطبيعي والوظيفي والتخاطب تُعد من الركائز الأساسية في تنمية قدرات أطفال متلازمة داون، مؤكدًا ضرورة توفيرها بشكل دوري وتحت إشراف متخصصين.
وأشار نور أسامة إلى أن هذه البرامج تساعد في تحسين اللياقة الجسدية، والقدرة على التعبير، والتفاعل مع البيئة المحيطة، مشددًا على أن التعليم المتخصص والتأهيل النفسي يشكلان بيئة داعمة تساعد الطفل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من قدراته.
متلازمة داون حالة جينية تتطلب رعاية متخصصة وجهودًا متكاملة بين الأسرة والمجتمع ومؤسسات التأهيل. وبحسب الدكتور نور أسامة، فإن تنمية المهارات، والدعم الأسري، والتأهيل الطبي والتربوي، تمثل الأسس الجوهرية لدمج الطفل المصاب في المجتمع وتمكينه من عيش حياة كريمة ومستقلة.